في واقعة غير مسبوقة هزّت المجتمع الأمريكي، عاد توماس "تي جيه" هوفر الثاني للحياة على طاولة العمليات في مستشفى بابتيست هيلث بولاية كنتاكي، بينما كان الأطباء يستعدون لاستئصال أعضائه للتبرع بها بعد أن اعتُبر في حالة "وفاة سريرية" إثر جرعة زائدة. وكان هوفر قد دخل المستشفى بعد فقدانه للنبض، وعلى الرغم من أن الفحوصات لم تُظهر أي نشاط دماغي، قررت عائلته اتباع رغبته بالتبرع بأعضائه وقبول وقف أجهزة دعم الحياة.
وكشفت دونا روهرر، شقيقة هوفر ومقدمته للرعاية، أن توماس كان يعاني من اضطرابات نفسية ناتجة عن تجاربه المؤلمة بعد الكوارث الطبيعية في أمريكا، وكان يعاني أيضًا من فقدان شقيقين ووالدته لأسباب مشابهة.
تفاقمت المفاجأة عندما بدأ هوفر بالتخبط وتدفق الدموع من عينيه قبيل بدء العملية. وبالرغم من حالة التدهور التي عاشها، إلا أن صحته تحسنت تدريجيًا بما يكفي لمرافقته لشقيقته إلى المنزل، رغم معاناته المستمرة من ضعف في التوازن وصعوبات في التحدث والرؤية والذاكرة قصيرة المدى.
وأثارت الواقعة جدلاً واسعًا، إذ وردت تقارير عن تحذيرات صدرت من الطاقم الطبي قبل العملية، لكن المنظمة المعنية بالتبرع بالأعضاء، "Gift of Life Michigan"، نفت علمها بحالة هوفر على هذا النحو وأكدت التزامها بعدم استئصال الأعضاء إلا بعد الوفاة المؤكدة.
وانتشرت قصة هوفر سريعًا عبر وسائل الإعلام، مما أدى إلى إقبال غير مسبوق على إزالة الأسماء من قاعدة بيانات المتبرعين بالأعضاء، حيث ارتفع العدد بمعدل عشر مرات خلال أسبوع واحد، وسط مخاوف جديدة بشأن موثوقية الإجراءات المتبعة في التبرع بالأعضاء.
وتلقي هذه الحادثة الضوء على الحاجة لتعزيز إجراءات السلامة الطبية وتطوير نظم التشخيص لتفادي أي لبس محتمل، لا سيما في ظل وفاة العديد من الأشخاص يوميًا في الولايات المتحدة نتيجة انتظار الأعضاء، حيث يُتوقع وفاة نحو 17 شخصًا يوميًا بسبب عدم توفر الأعضاء اللازمة للزرع.