تشهد ولاية فلوريدا الأمريكية إجلاءً جماعيًا تاريخيًا يتجاوز 6 ملايين شخص، في ظل اقتراب إعصار ميلتون من سواحل المحيط الأطلسي. وصنف خبراء الأرصاد الجوية الإعصار بأنه من الدرجة الرابعة، والذي يُعد أقل بدرجة واحدة من الدرجة الخامسة، ولكنه يتميز بضخامته الهائلة حيث يبلغ قطره حوالي 1250 كم، مما يشكل تهديدًا واسع النطاق.
وأفاد المركز الوطني للأعاصير بأن الإعصار يقترب من المنطقة الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة، ويهدد بشكل خاص منطقة خليج تامبا التي يسكنها أكثر من 3.3 مليون شخص. وقد تجنبت هذه المنطقة على مدار قرن من الزمان الضربات المباشرة من الأعاصير الكبرى، إلا أن ميلتون يضعها في مواجهة خطر غير مسبوق.
وبحسب توقعات المركز، فإن العاصفة ستصل إلى اليابسة في وقت متأخر من اليوم الأربعاء، وستحتفظ بقوتها كإعصار أثناء عبورها وسط فلوريدا يوم الخميس، لتواصل مسارها باتجاه المحيط الأطلسي. ومع ذلك، يبقى المسار الدقيق للإعصار غير مؤكد، حيث أشارت توقعات مساء الثلاثاء إلى تحركه جنوبًا قليلاً بعيدًا عن تامبا.
وفي ظل تصاعد التهديد، أصدرت السلطات أوامر إخلاء إلزامية في 11 مقاطعة بالولاية، مما أثر على حوالي 5.9 مليون شخص. كما حذر المسؤولون من أن الأفراد الذين يختارون البقاء قد يضطرون للاعتماد على أنفسهم في ظل العاصفة، حيث من غير المتوقع أن يتمكن المستجيبون الأوائل من تقديم المساعدة أثناء ذروتها.
وعلى صعيد آخر، تسببت حركة المرور الكثيفة في اختناق الطرق المؤدية إلى خارج المناطق المتأثرة، مما زاد من صعوبة الإجلاء. كما أفادت التقارير بأن 17% من محطات الوقود في فلوريدا قد نفد منها الوقود مساء أمس الثلاثاء، ما زاد من تعقيد الأمور بالنسبة للأشخاص الذين يحاولون الهروب من مسار الإعصار.
في ظل هذه الظروف، يبقى الوضع مرهونًا بتغيرات الطقس وسرعة استجابة السلطات، في حين يتوقع أن تستمر عملية الإجلاء وتقديم المساعدات للسكان المتضررين.