يتساءل العديد من الأزواج عن حكم الطلاق المتكرر أثناء العدة، وهل يقع الطلاق ثلاثاً إذا تلفظ الزوج به في مجلس واحد أو مجالس متفرقة؟ هذا المقال يوضح الأحكام الشرعية المتعلقة بهذا الموضوع وفقاً لأقوال الفقهاء.
وصف الموضوع
يتناول هذا المقال حكم وقوع الطلاق إذا طلق الرجل زوجته الرجعية عدة مرات أثناء العدة دون أن يردها، مع توضيح رأي جمهور الفقهاء واختيارات بعض العلماء في هذه المسألة. كما يوضح حكم الطلاق في حالة الغضب ونصائح للمحافظة على استقرار الأسرة.
كلمات مفتاحية
الطلاق الرجعي، حكم الطلاق أثناء العدة، الطلاق المتكرر، طلاق الغضبان، استقرار الأسرة، الفتاوى الشرعية.
حكم الطلاق أثناء العدة
المطلقة الرجعية تظل في حكم الزوجة خلال فترة العدة، ويجوز للزوج أن يردها إلى عصمته دون عقد جديد. وفي هذه الحالة، إذا طلق الزوج زوجته أثناء العدة، فإن الطلاق يقع.
جاء في كتاب عمدة الفقه لابن قدامة الحنبلي:
"الرجعية زوجة يلحقها الطلاق والظهار، ولها التزين لزوجها، والتشرف له، وله وطؤها".
أي أن المطلقة الرجعية تعامل كزوجة خلال فترة العدة، وبالتالي يقع الطلاق إذا تلفظ به الزوج.
هل يقع الطلاق ثلاثاً إذا تلفظ به في مجلس واحد؟
إذا طلق الزوج زوجته مرتين أو ثلاث مرات في مجلس واحد أو مجالس مختلفة دون أن تخللهما رجعة، فإن حكم الطلاق يختلف بين الفقهاء:
جمهور الفقهاء:
يرون أن الطلاق يقع بعدد المرات التي تلفظ بها الزوج، سواء كان ذلك في مجلس واحد أو في مجالس متعددة.
اختيار ابن تيمية:
ابن تيمية -رحمه الله- يرى أن الطلاق المتكرر في مجلس واحد يقع مرة واحدة فقط، وهو رأي يستند إلى التيسير وتجنب التشديد.
حكم الطلاق في حالة الغضب
طلاق الغضبان يقع شرعًا إذا كان الزوج مدركًا لما يقول، ولم يصل إلى حالة يفقد فيها وعيه أو إدراكه.
إذا كان الغضب شديدًا لدرجة تجعل الزوج لا يعي ما يقول، فإن الطلاق لا يقع.
أما إذا كان الغضب معتدلًا، والزوج يدرك ما يلفظه، فإن الطلاق يقع.
وقد أشار الفقهاء إلى أن حالات الغضب تختلف، ويُنصح بالرجوع إلى المحاكم الشرعية للتأكد من صحة الطلاق في مثل هذه الحالات.