إن الشريعة الإسلامية تحرص على الحفاظ على عفاف المرأة وسترها، وهي تؤكد على أهمية التداوي بالشروط الشرعية التي تضمن حماية المرأة من التعرض لما يخالف تعاليم الدين، من حيث كشف العورة أو التفاعل مع الأطباء من الجنس الآخر. لكن في الوقت نفسه، فإن الشريعة لم تترك المريض دون حلول في حالة الضرورة أو الحاجة الطبية التي تتطلب العلاج من طبيب رجل، وهذا ما سنناقشه بالتفصيل في هذه المقالة.
الأصل الشرعي في التداوي عند طبيب رجل
الأصل في الإسلام أن المرأة المسلمة يجب أن تتداوى عند طبيبة مسلمة إذا كانت موجودة، وذلك حفاظًا على الستر والخصوصية. وقد أورد الفقهاء عدة شروط تتعلق بجواز كشف المرأة لعورتها أمام طبيب رجل، ومنها ضرورة تأكد المرأة من عدم وجود طبيبة قادرة على علاجها، وتوافر الحاجة الفعلية التي تتطلب التداوي من طبيب رجل.
وفقًا للشريعة، فإن الكشف عن العورة عند الطبيب الرجل لا يكون جائزًا إلا في حالات الضرورة. والضرورة هنا تعني وجود خطر على حياة المرأة أو صحتها، وهو ما يستدعي العلاج السريع بغض النظر عن الجنس. لذلك، يكون الفقهاء قد اشترطوا عدم وجود طبيبة تحسن العلاج قبل أن يُسمح بالكشف أمام الطبيب الرجل.
التأمين الصحي وتكاليف العلاج: هل يجوز التداوي عند الطبيب الرجل؟
أحد الأسئلة المتكررة التي تشغل بال الكثير من النساء هو ما إذا كان يمكن التداوي عند طبيب رجل باستخدام التأمين الصحي، خصوصًا في حالة وجود صعوبة مادية تعوق الوصول إلى طبيبة مسلمة. وفي هذا السياق، يشير الفقهاء إلى أنه إذا كانت تكلفة العلاج عند طبيبة مسلمة باهظة أو غير متاحة، فيجوز استخدام التأمين الصحي لعلاج المرأة عند طبيب رجل.
لكن، يشدد الفقهاء على أنه في هذه الحالة يجب أن يكون التداوي عند الطبيب الرجل متماشيًا مع ضوابط الشريعة، بحيث لا يُكشف من جسم المرأة سوى ما تدعو الحاجة الطبية إليه، ويجب أن يتجنب الطبيب النظر إلى ما لا ضرورة له. وفي هذا السياق، إذا كانت تكلفة العلاج عند الطبيب الرجل أقل بسبب التأمين الصحي، وكان التداوي عند طبيبة مسلمة مكلفًا، فقد يُسمح بالذهاب إلى الطبيب الرجل.