من الأسئلة التي يطرحها المسلمون بشكل متكرر هو ما إذا كان يمكنهم دفع الزكاة لعلاج زوجاتهم من الأمراض المزمنة والمكلفة، خاصة إذا لم يكن الدخل الشهري يكفي لتغطية تكاليف العلاج والمعيشة معًا.
وفقًا للفتوى الشرعية، يجب على الزوج النفقة على زوجته بما في ذلك علاجها، وهذا الحكم لا يتغير سواء كان الزوج مقتدرًا أو غير مقتدر. لا يجوز له دفع الزكاة لعلاجها، حتى لو كانت تكاليف العلاج مرتفعة.
وجوب النفقة على الزوجة
ينص العلماء على أن الزوج مسؤول عن نفقة زوجته بما في ذلك علاجها، وهذا الواجب لا يسقط في حالة العسر أو اليسار. قال ابن قدامة رحمه الله: "أما الزوجة فلا يجوز دفع الزكاة إليها إجماعًا".
بمعنى أن نفقة الزوجة واجبة على الزوج بشكل مطلق، حتى في حالة العجز المالي. ولذلك، لا يجوز له أن يدفع لها من أموال الزكاة، لأن ذلك سيوفر ماله الخاص، وهو ما لا يتوافق مع الغرض من الزكاة التي يجب أن تذهب إلى المستحقين الفعليين من الفقراء والمحتاجين.
هل يجوز دفع الزكاة لعلاج الأقارب؟
بينما لا يجوز دفع الزكاة لعلاج الزوجة، فإن الفقهاء يفرقون بين الزوجة والأقارب الآخرين. في حالة الأقارب الذين لا تجب نفقتهم على الشخص، يمكن دفع الزكاة لهم إذا كانوا في حاجة ماسة إلى العلاج ولا يملكون القدرة على دفع تكاليفه.
لكن عندما يتعلق الأمر بالزوجة، فإن الشرع يفرض على الزوج تحمل تكاليف العلاج مهما كانت الظروف.
الرأي الشرعي في دفع الزكاة للزوجة
الرأي الراجح بين الفقهاء أن الزوج لا يجوز له دفع الزكاة لزوجته، لأنها تستحق النفقة منه بما فيها تكاليف العلاج. وقد أجمعت الفتاوى على هذا الحكم، حيث نقل ابن المنذر الإجماع على أن الرجل لا يعطي زوجته من الزكاة لأنها تستغني بنفقته عليها.
التفريق بين الزكاة والنفقة
النفقة الزوجية واجب ديني لا يتوقف على مستوى الدخل أو الحالة المالية. وفي حال عجز الزوج عن توفير العلاج أو النفقة، يجب عليه السعي للحصول على المساعدة بطرق أخرى غير الزكاة. الزكاة مخصصة للفقراء والمحتاجين الذين لا يمكنهم تلبية احتياجاتهم الأساسية.