في ظل انتشار التعاملات الرقمية وتزايد الاعتماد على البطاقات المصرفية في عمليات الشراء اليومية، يتساءل العديد من الأفراد حول حكم استخدام بطاقات الفيزا التي تقدم استردادًا نقديًا أو كاش باك عند إجراء عمليات الشراء. ويمتد التساؤل إلى ما إذا كان يجوز للمرء الاستفادة من هذه الخدمة عندما يدفع بالبطاقة بدلًا من الدفع نقدًا، سواء لصالحه الشخصي أو نيابة عن عملاء آخرين.
ما هو الكاش باك وكيف يعمل؟
الكاش باك هو نظام مكافآت تقدمه بعض المؤسسات المصرفية لحاملي بطاقاتها عند إجراء عمليات الشراء باستخدام بطاقات الفيزا. إذ يتم استرداد نسبة مئوية بسيطة من المبلغ الذي تم إنفاقه وإعادته إلى حساب العميل على شكل رصيد إضافي يمكنه استخدامه في الشراء أو السحب النقدي.
فعلى سبيل المثال، إذا كانت نسبة الاسترداد 1%، وأجرى العميل عملية شراء بقيمة 2000 جنيه، فسيتم إضافة 20 جنيهًا إلى حسابه كاسترداد نقدي. هذه الخدمة تأتي كمكافأة على استخدام البطاقة وتساهم في تشجيع العملاء على استخدامها في مختلف المعاملات الشرائية.
حكم الاستفادة من الكاش باك
وفقًا للفتاوى الشرعية، فإن استخدام بطاقات الفيزا التي تقدم الاسترداد النقدي أو الكاش باك جائز شرعًا، بشرط أن تكون البطاقة خالية من الشروط الربوية، مثل فرض فوائد على المبالغ المتأخرة أو غيرها من المعاملات المحرمة. فالأساس في التعامل مع البطاقات المصرفية هو خلوها من أي شروط تؤدي إلى الربا أو المعاملات المحرمة شرعًا.
وقد ورد في فتوى رقم 468082 أن الاسترداد النقدي الذي يمنحه مصدر البطاقة مقابل عمليات الشراء لا يعد حرامًا، حتى لو تم استخدام البطاقة لدفع ثمن مشتريات لأشخاص آخرين. إذ إن هذا الاسترداد يعتبر مكافأة من الجهة المصدرة للبطاقة ولا يتعلق مباشرة بعملية الشراء ذاتها.
الاستفادة من الكاش باك في حالة دفع مشتريات الآخرين
قد يستغل البعض ميزة الكاش باك عند دفع ثمن مشتريات لأشخاص آخرين، حيث يدفع العميل نقدًا ويقوم بدفع المبلغ باستخدام بطاقته ليستفيد من الاسترداد النقدي. وفي هذه الحالة، لا يظهر أي مانع شرعي من هذا الفعل، ولكن الأولى أن يشترط على الشخص الذي يدفع عنه أن تكون المكافأة أو الاسترداد النقدي له.
هل يعتبر الكاش باك نوعًا من الربا؟
لتوضيح هذا الأمر بشكل قاطع، نؤكد أن الكاش باك لا يدخل في إطار الربا، حيث إنه لا يتم دفع أي فوائد أو مبالغ إضافية بسبب تأخير السداد أو لجوء العميل إلى الاقتراض. الكاش باك هو ببساطة مكافأة يتم منحها مقابل استخدام البطاقة في الشراء، ولا تعتبر هذه المكافأة جزءًا من المعاملة التجارية بين البائع والمشتري، بل هي عرض مقدم من البنك أو الجهة المصدرة للبطاقة.
ضوابط التعامل بالكاش باك
لتجنب الوقوع في الشبهات أو المعاملات غير المشروعة، هناك بعض الضوابط التي يجب مراعاتها عند التعامل مع بطاقات الفيزا التي تقدم الكاش باك:
التأكد من خلو البطاقة من أي شروط ربوية: يجب على العميل التأكد من أن البطاقة لا تفرض فوائد في حالة التأخر عن السداد أو أي نوع من الرسوم المرتبطة بالاقتراض.
استخدام الكاش باك للأغراض المشروعة: يجب أن يتم استخدام المكافآت التي يتم الحصول عليها في أمور مشروعة ولا تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
إعلام الأشخاص الآخرين: في حالة الدفع عن الآخرين باستخدام البطاقة للحصول على الكاش باك، يُفضل إعلامهم بذلك والتأكد من عدم وجود أي اعتراض.