في ظل العيش في مجتمعات غربية تعتمد بشكل كبير على النظام المصرفي الربوي، يواجه المسلمون تحديات في كيفية التعامل مع الأموال المحرمة التي قد تكون ناتجة عن استثمارات أو مصادر دخل غير شرعية. إحدى هذه التحديات تتمثل في كيفية التخلص من هذه الأموال بطرق مشروعة تبرئ الذمة وتحقق رضى الله.
حكم تحويل الأموال عبر البنوك الربوية
بحسب فتوى المجلس الأوروبي للإفتاء، فإنه لا حرج على المسلمين المقيمين في الغرب في تحويل الأموال عبر البنوك الربوية إذا كانت الحاجة تدعو إلى ذلك. فالمسلمون في هذه المجتمعات غالبًا لا يجدون بدائل للبنوك الربوية، ومن ثمَّ، يكونون معذورين في فتح حسابات جارية واستخدامها لتحويل الأموال، بما في ذلك الأموال التي يرغبون في التخلص منها عن طريق التبرع لجمعيات خيرية.
التخلص من المال الحرام
من الواجب على المسلم الذي حصل على مال من مصدر محرم أن يسعى للتخلص من هذا المال بطريقة مشروعة. إحدى هذه الطرق هي التبرع بهذا المال لجمعيات خيرية، أو مشروعات إنسانية، وذلك دون نية التقرب إلى الله بهذا التبرع، وإنما فقط بقصد التخلص من المال الحرام وتبرئة الذمة.
استخدام التحويل البنكي للتخلص من المال الحرام
عند عدم توفر طرق بديلة، يمكن للمسلم استخدام التحويل البنكي من حساب في بنك ربوي للتخلص من المال الحرام. هنا، يجب التأكد من أن النية هي التخلص من المال وليس تحقيق منفعة شخصية. كما ينبغي على المتبرع أن يختار الجهات المستحقة للتبرع بعناية، مثل دعم الفقراء أو المشاريع التي تخدم المجتمع، لضمان تحقيق الأثر الإيجابي للتبرع.
مسؤولية المسلم في استخدام المال الحلال
على المسلم أن يحرص على أن تكون أمواله من مصادر حلال، وأن يتجنب تمامًا الكسب من مصادر مشبوهة أو محرمة. فإذا اضطر لاستخدام البنوك الربوية للمعاملات المالية، فعليه السعي إلى تقليل التعامل مع هذه البنوك قدر الإمكان، والبحث عن بدائل إسلامية إذا كانت متاحة.