تنتشر بين الناس عادة تعليق التمائم أو بعض الأشياء كالأحجار الكريمة أو الخرز، معتقدين بأنها تساهم في جلب الحظ أو الحماية من الشرور. وقد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى خطورة هذه الممارسات في قوله: "من علق تميمة فلا أتم الله له، ومن علق ودعة فلا ودع الله له" (رواه ابن حبان).
يُفهم من الحديث أن تعليق التمائم بقصد الحظ أو دفع الشرور يعد من الشرك الخفي الذي يتعارض مع العقيدة الإسلامية. فالاعتقاد بأن شيئًا ما يملك القدرة على جلب الخير أو دفع الشر باستقلال عن الله يعد انحرافًا عن التوحيد، لأن كل الأمور بيد الله وحده.
التزيين والزخرفة في الإسلام
من جهة أخرى، لا حرج في تعليق الزينة إذا كان الهدف منها جماليًا بحتًا، دون الاعتقاد بأنها تجلب الحظ أو تدفع الشر. وقد نقل عن الإمام مالك أنه قال بجواز تعليق الزينة على الخيل إذا كانت للزينة فقط وليس بغرض الحماية من العين أو جلب الحظ. وأشار النووي إلى أن النهي مرتبط بمن يعتقد بأن هذه الزينة ترفع ضرر العين، أما إذا كانت الزينة بغرض التجميل أو لأسباب أخرى مشروعة فلا بأس بها.
رأي الفقهاء في الزينة
ذكر الإمام ابن حجر في "فتح الباري" أنه لا يوجد نهي عن تعليق الزينة لأغراض جمالية ما لم يصل إلى حد الإسراف أو الخيلاء. وهذا يؤكد أن التزيين نفسه ليس محرمًا في الإسلام طالما لم يرتبط باعتقادات باطلة.
تجنب التشبه بالباطلين
لكن، يجب مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي في المكان الذي تعيش فيه. فإذا كان تعليق بعض أنواع الزينة يرتبط في أذهان الناس باعتقادات باطلة، فإنه من الأفضل تجنبها حتى لا يُساء الظن بالمسلم الذي يقوم بتعليقها. الابتعاد عن هذه الممارسات يأتي تجنبًا للتشبه بأهل البدع والضلال، وحتى لا يختلط الأمر على العامة الذين قد يظنون أن المسلم يؤيد هذه المعتقدات.