التبرك بالحجر الأسود يتضمن الاعتقاد بأن الحجر نفسه يحمل بركة أو ينقلها للماسح عليه أو المقبّل له. وهذا الاعتقاد ليس مشروعًا وفقًا للشريعة الإسلامية. وقد أكد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن مسح الحجر الأسود وتقبيله هو من عبادة الله تعالى وتعظيم شعائر الدين، وليس تبركًا به. وبهذا المعنى، فإن التبرك بالحجر الأسود، أي اعتقاد أن له قوة بركة خاصة، هو اعتقاد لا أساس له في الدين الإسلامي.
2. ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فارق بين التعبد والتبرك." وأوضح أن الهدف من مسح الحجر الأسود هو التعبد لله تعالى، كما ورد في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك." هذا الحديث يوضح أن الحجر الأسود لا ينقل البركة بنفسه ولكن يقبل امتثالًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3. مسح الكعبة والتمسح بها:
وأشار الشيخ إلى أن التمسح بالكعبة أو التبرك بجدرانها وأركانها، أو استخدام الأجزاء منها لتبرك شخصي، هو من البدع التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الركنين اليمانيين فقط، وهذا ما ينبغي على الحجاج اتباعه.
4. الاعتقاد بالبركة:
التبرك ليس بالأشياء أو الأماكن بحد ذاتها، بل البركة من الله تعالى. ولذلك، يجب على المسلم أن يوجه طلب البركة إلى الله سبحانه وتعالى فقط، وليس إلى الأشياء أو الأشخاص. وهذا ما أكده الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله، حيث قال: "الكعبة نفسها لا يتبرك بها، ولكن فقط يتم مسح الحجر الأسود والركن اليماني طاعة لله واتباعًا للسنة."
5. أهمية اتباع السنة:
المسلم مطالب باتباع السنة النبوية في أداء العبادات والابتعاد عن البدع. لذا، ينبغي على المسلمين احترام شعائر الله دون إضافات أو تعديلات غير مشروعة، والإيمان بأن البركة تأتي من الله وحده.