حكم قول "ما هذا بحق خالق الجحيم" وأسباب تحريمه
حكم الحلف بغير الله
إن قول "ما هذا بحق خالق الجحيم" من العبارات المنكرة والمحرم استخدامها، وذلك لأنها تحتوي على حلف بغير الله تعالى. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي الشديد عن الحلف بغير الله، حيث قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
تفصيل الحكم الشرعي
إذا قال الشخص عند الصدمة أو غيرها: "ما هذا بحق خالق الجحيم"، فإنه لا يتخلص بذلك من الحلف بغير الله، إلا إذا قصد بحق الله جلاله وعظمته، وهو ما يعني الحلف بصفة من صفات الله، وهذا جائز. ولكن إذا كان يقصد بحق الله طاعته وعبادته، فإن ذلك يُعتبر حلفًا بالمخلوق وهو محرم.
أقوال العلماء حول الحلف بحق الله
قال ابن قدامة رحمه الله: "وإن قال: وحق الله فهي يمين مكفرة... لأن لله حقوقًا يستحقها لنفسه؛ من البقاء، والعظمة، والجلال، والعزة". كما أكد العديد من العلماء مثل ابن نجيم وعليش والنووي على أن الحلف بحق الله قد يكون يمينًا مكفرة إذا قصد به صفات الله.
موقف الفتاوى المعاصرة
أفتت اللجنة الدائمة بتحريم الحلف بحق الله، حيث جاء في فتاواها: "لا يجوز الحلف إلا بالله أو صفة من صفاته، وحق الله هو عبادته وحده لا شريك له، وذلك من أفعال العباد، فلا يجوز الحلف به". كما أفتى الشيخ ابن باز رحمه الله بتحريم هذا الحلف.
أدب التعظيم في الحلف بالله
على فرض أن الحالف أراد صفة الله تعالى أي عظمته وجلاله، فإنه قد أساء الأدب مع الله عندما خص الجحيم بالذكر. فالله تعالى خالق كل شيء، والجنة والنار من خلقه، فلا ينبغي تخصيص الشيء المكروه في الحلف.
التقليد الأعمى والتشبه بالكافرين
إن استخدام عبارة "ما هذا بحق خالق الجحيم" يعد تقليدًا أعمى للكافرين. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكافرين، حيث قال: "من تشبه بقوم فهو منهم" [رواه أبو داود وصححه الألباني].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم".
توجيهات لتجنب الحلف بغير الله
التمسك بالقرآن والسنة: يجب على المسلم أن يلتزم بالنصوص الشرعية الواردة في القرآن والسنة، والتي تحث على تعظيم الله وعدم الحلف بغيره.
استخدام العبارات الصحيحة: يجب على المسلم أن يستخدم العبارات التي تعبر عن تعظيم الله وصفاته بدون الدخول في محظور الحلف بغير الله.
التعلم والوعي: يجب على المسلمين التثقيف حول الأحكام الشرعية المتعلقة بالحلف والتعظيم لتجنب الوقوع في المحظورات الشرعية.