تواجه بعض الأشخاص حالات طارئة تتطلب معرفة الحكم الشرعي المتعلق بالتيمم عند تعذر استخدام الماء للغُسل من الجنابة، خاصة عندما تكون الجنابة ناتجة عن الاستمناء. يُعتبر هذا الموضوع ذو أهمية كبرى لفهم الرخص الشرعية وكيفية تطبيقها في هذه الحالات.
حكم الاستمناء ونصائح حول تجنبه
في البداية، يجب على المسلم أن يتجنب العادة السرية (الاستمناء) حفاظًا على دينه وفرجه. جمهور العلماء يُحرمون هذه العادة نظرًا لأضرارها النفسية والإيمانية. يُنصح بالابتعاد عن هذه الممارسة وتجنب ما يقود إليها من عوامل.
قاعدة الرخص والمعاصي
تُعد قاعدة "الرخص لا تُناط بالمعاصي" من القواعد الفقهية المهمة، والتي تناولها العلماء بالبحث والنقاش. يُشير هذا إلى أن الرخصة تُمنع إذا كان السبب المؤدي لها معصية تُتخذ وسيلة للوصول إلى الرخصة. ولكن إذا كانت المعصية قد حدثت دون اتخاذها وسيلة للترخص، فإن الرخصة تبقى جائزة.
الرخصة عند تعذر استخدام الماء
في حالة الجنابة الناتجة عن الاستمناء، إذا تعذر على الشخص استخدام الماء للغسل بسبب ظروف صحية أو عملية جراحية، فإنه يجوز له التيمم. السبب هنا ليس الجنابة نفسها، وإنما تعذر استخدام الماء.
رأي الفقهاء في التيمم للجنابة الناتجة عن الاستمناء
اتفق الفقهاء على أن المعاصي إذا قارنَت أسباب الرخص، فإنها لا تمنع من استخدام الرخصة. على سبيل المثال، العاصي بسفره المباح يرتكب معصية في الطريق، ومع ذلك تباح له الرخص. كما جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بين لابتيها حرام" (رواه البخاري ومسلم).
الخلاصة
في الختام، يجب على المسلم أن يكون على دراية بأحكام التيمم عند تعذر استخدام الماء للغسل من الجنابة، خاصة إذا كانت الجنابة ناتجة عن الاستمناء. الرخصة تُمنح في هذه الحالة نظرًا لتعذر استخدام الماء، وليس لأن الجنابة نفسها تُعتبر معصية.
بالتالي، يمكن للمسلم أن يتيمم في هذه الحالة مع الحرص على تجنب الوقوع في المعاصي والابتعاد عن كل ما يُضعف دينه ونفسه.