النذر هو تعهد المسلم بأداء عبادة معينة أو القيام بعمل صالح إذا تحقق شرط معين. يعتبر النذر من الأمور التي شدد عليها الإسلام، حيث يجب على المسلم الوفاء بنذره إذا تحقق الشرط، وذلك استناداً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلا يَعْصِهِ" (رواه البخاري).
النذر المشروط بوفاة شخص
إذا نذر المسلم أن يوزع شيئًا من الطعام على الفقراء عند وفاة شخص معين، فإن هذا النذر يعد نذر طاعة ويجب الوفاء به إذا تحقق الشرط، أي إذا توفي الشخص المعني. جاء في حديث ابن قدامة رحمه الله في "المغني" أن نذر الطاعة يجب الوفاء به بإجماع أهل العلم، لأنه يتضمن التزامًا بفعل الخير الذي له أصل في الشريعة الإسلامية.
حكم الوفاء بالنذر
يتعين على المسلم الوفاء بنذره إذا تحقق الشرط المعلق عليه النذر. فإذا نذرت المرأة توزيع الطعام على الفقراء عند وفاة والد زوجها، وقد توفي بالفعل، فإنه يجب عليها الوفاء بنذرها. قال البهوتي في "كشاف القناع" أن نذر التبرر، مثل نذر الصلاة أو الصيام أو الصدقة، يلزم الوفاء به سواء كان مطلقًا أو معلقًا بشرط.
المخاطر والاحتياطات
على الرغم من وجوب الوفاء بالنذر، إلا أن النذر المعلق على حدوث أمر معين مكروه في الإسلام. فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر المعلق لأنه لا يغير من قضاء الله شيئًا، وإنما يُستخرج به من البخيل.
قال في "المبدع" إن النذر المعلق مكروه لأنه لا يأتي بخير، ولا يغير شيئًا من قدر الله. ويؤكد الفقهاء أن النذر المعلق قد يتضمن تمني الموت للغير، وهذا يُنظر فيه؛ فإذا كان الشخص المعلق عليه النذر ظالماً أو مفسداً، فلا حرج في تمني موته.