في إطار الحياة الزوجية، تتنوع طرق التفاعل والاتصال بين الزوجين. ومن بين هذه الأساليب، يبرز الحديث الجنسي كأحد أشكال المداعبة التي قد تكون مقدمة للجماع. ولكن يتساءل الكثيرون عن مدى مشروعية هذا النوع من الحديث، وما إذا كان يتفق مع تعاليم الشريعة الإسلامية.
الرأي الفقهي في الكلام الجنسي بين الزوجين
الأصل في العلاقة بين الزوجين هو الإباحة ما لم يرد نص شرعي يمنع ذلك. وبناءً على ذلك، فإن الكلام الجنسي بين الزوجين يعد في الأصل من الأمور المباحة، ويدخل ضمن إطار المداعبة والملاطفة التي تُحبب بين الزوجين وتزيد من الألفة والمودة. وقد أشار العديد من الفقهاء إلى أن هذه الأمور تندرج تحت الإباحة، طالما أنها تبقى في حدود الاحترام المتبادل ولا تتجاوز إلى الإساءة أو الفحش.
رأي الإمام مالك وبعض أهل العلم
ورغم هذا المبدأ العام، نُقل عن الإمام مالك أنه كره الكلام الساقط أثناء الجماع، لأنه يعتبر ذلك منافياً لمكارم الأخلاق، ولأن هذا النوع من الكلام لم يُنقل عن فعل السلف الصالح. وتكمن كراهة الإمام مالك في الحرص على الحفاظ على آداب الجماع وتجنب أي سلوك قد يُعتبر غير لائق.
وفي هذا السياق، يرى بعض أهل العلم كراهة كثرة الكلام أثناء الجماع، حيث جاء في كتاب "الإقناع" من كتب الحنابلة: "وتكره كثرة الكلام حال الوطء". وهذا يشير إلى ضرورة التزام الصمت النسبي أثناء الجماع للحفاظ على هيبة هذا الفعل ولعدم تشتيت الانتباه عن الهدف الأساسي منه.