يعتبر اختراق شبكات الإنترنت الهوائي (واي فاي) بدون إذن صاحبها من القضايا التي تُثير تساؤلات كثيرة بين الناس. في الشريعة الإسلامية، يُعد هذا الفعل تعديًا على حقوق الآخرين واعتداءً على أموالهم بغير حق. وقد شددت الشريعة على أهمية حفظ المال ومنع التعدي عليه.
الدليل الشرعي على تحريم اختراق الشبكات
جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على حرمة التعدي على أموال الآخرين. قال الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون} [البقرة: 188]. وأيضًا قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].
رأي الفقهاء في استخدام الشبكات بدون إذن
أجمع جمهور الفقهاء على أن المنافع تُعتبر أموالاً لها قيمة وتخضع للأحكام العامة للمال. بناءً على ذلك، لا يجوز استخدام شبكات الإنترنت الهوائي (واي فاي) إلا بإذن صريح أو ضمني من صاحب الشبكة. استخدام الشبكة بدون إذن يُعد تعديًا على حقوق صاحبها ويستلزم الاستحلال منه.
كيفية التحلل من حق صاحب الشبكة
إذا تم استخدام الشبكة دون إذن صاحبها، فيجب على المستخدم أن يتحلل من صاحب الشبكة بإبلاغه بما فعل وطلب عفوه ومسامحته. جاء في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليوم، قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهمٌ، إن كان له عمل صالح أُخِذ منه بقدر مَظْلَمَتِهِ، وإن لم تكن له حسنات أُخِذ من سيِّئات صاحبه فحُمِل عليه" [أخرجه البخاري].
حكم التصدق بقدر الانتفاع
في حال عدم معرفة صاحب الشبكة أو عدم تمكن المستخدم من التحلل منه، يُستحب أن يتصدق بقدر ما انتفع به من الشبكة على الفقراء بنية إهداء الثواب لصاحب الشبكة.