في الإسلام، تُعتبر صلة الرحم من الأعمال الهامة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى، حيث تحث المؤمنين على التواصل مع أقاربهم والإحسان إليهم. ولكن ماذا يحدث عندما يكون الأقارب مصدر إساءة وإزعاج مستمر؟ هل يجوز قطع صلة الرحم في هذه الحالة؟ هذا المقال يوضح حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة.
أهمية صلة الرحم في الإسلام:
حث الله تعالى المؤمنين على صلة الأرحام في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}. [النساء: 1]. وتعتبر صلة الرحم واجبة، وقطعها يُعد معصية عظيمة، كما جاء في قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}. [محمد: 22].
التعامل مع الأقارب المسيئين:
قد يجد الإنسان نفسه في موقف صعب عندما يتعرض للإساءة من أقاربه رغم إحسانه إليهم. وقد حدث ذلك في عهد رسول الله ﷺ، عندما جاءه رجل يشكو من إساءة أقاربه رغم إحسانه إليهم. فقال له النبي ﷺ: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك». [أخرجه مسلم].
توجيهات للتعامل مع الأقارب المسيئين:
على المسلم أن يصبر على إيذاء أقاربه ويحتسب الأجر عند الله تعالى. وفي حال استمرار الإساءة وعدم توقفها، يمكن أن تكون صلة الرحم بأدنى درجاتها، مثل التواصل في المناسبات والأعياد، وتهنئتهم في الأفراح، وعيادة مريضهم، ومواساتهم في المصائب، ولو عبر الهاتف. لكن لا يجوز قطع الصلة بشكل كامل.
حكم الشرع في قطع صلة الرحم:
قطع صلة الرحم مع الأقارب بشكل كامل يُعد حرامًا في الإسلام. ويوجه الشرع إلى الحفاظ على الحد الأدنى من التواصل حتى في أصعب الظروف. فعلى المسلم أن يسعى دائمًا لإيجاد توازن بين حماية نفسه وأسرته من الأذى، وبين الالتزام بتعاليم الدين الحنيف.