في خطوة تحمل أبعاداً اقتصادية وسياسية، أعلنت تركيا عن انطلاق مشاريع استراتيجية جديدة في قطاع الطاقة، تشمل تصدير الغاز الطبيعي إلى سوريا وتوسيع الاستثمار في البنية التحتية للطاقة الكهربائية، لا سيما في مدينة حلب والمناطق المجاورة.
وكشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، في تصريحات لوكالة الأناضول، أن تركيا تعتزم تصدير نحو ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى سوريا، وذلك بهدف دعم توليد الكهرباء في المحطات السورية ورفع مستوى التغذية الكهربائية اليومية. وأشار الوزير إلى أن هذه الكمية من الغاز ستساهم في زيادة إنتاج الكهرباء في المنشآت السورية بمقدار ثلاثة أضعاف، في خطوة وصفها بـ"التحول النوعي في قطاع الطاقة السوري".
وأوضح بيرقدار أن خط أنابيب الغاز الذي يربط بين مدينة كيليس التركية ومدينة حلب السورية قد اكتمل بناؤه في 21 أيار/مايو، ومن المقرر أن يدخل الخدمة خلال شهر حزيران الجاري، مما يمهد الطريق أمام بدء عمليات التصدير رسمياً.
وتعليقاً على وضع الكهرباء في المناطق السورية، قال بيرقدار: "حالياً، يمكن تزويد بعض المناطق بالكهرباء لبضع ساعات يومياً، ولكن هدفنا هو رفع مدة التغذية إلى 12 ساعة من التيار المتواصل خلال الأشهر القادمة، مع تحسن البنية التحتية وتوفر الوقود".
ولم تقتصر الخطة التركية على الغاز فقط، بل تشمل أيضاً التعاون الثلاثي بين تركيا وقطر وسوريا عبر مشروع جديد لتوفير الكهرباء من خلال سفينتين عائمتين. وأفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن وكالة "سانا" الرسمية السورية، أن السفينتين ستزودان الشبكة السورية بما يصل إلى 800 ميغاواط من الكهرباء، دون تحديد موعد محدد لبدء التشغيل.
ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في التخفيف من حدة أزمة الكهرباء التي تعاني منها سوريا منذ سنوات، وسط ترحيب حذر من بعض الأوساط التي تراقب مدى استمرارية الدعم التركي في ظل التحديات السياسية والأمنية في المنطقة.