صرح الخبير في سياسات الطاقة، علي عارف أكتورك، بأن عدم الاستقرار السياسي في سوريا سيظل عقبة رئيسية أمام تنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز الذي يربط قطر بتركيا عبر الأراضي السورية. وأوضح أن المشروع الذي وُضع على خريطة الطاقة عام 1987 من قبل رئيس الوزراء التركي آنذاك، تورغوت أوزال، لا يزال بعيد المنال.
تفاصيل المشروع
يهدف المشروع إلى مد خط أنابيب من قطر، أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، عبر السعودية والأردن وسوريا، وصولاً إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. وتوقع أكتورك أن يتطلب المشروع استثمارات تتراوح بين 10.5 و15 مليار دولار لبناء نحو 2600 كيلومتر من الأنابيب بقطر 56 بوصة، وفقًا للأسعار الحالية.
التحديات السياسية والاقتصادية
وأشار الخبير إلى أن قطر، رغم امتلاكها احتياطيات ضخمة من الغاز، ليست بحاجة ماسة لخطوط أنابيب تمر عبر دول متعددة بسبب المخاطر السياسية المرتبطة بها. وأضاف أن استمرار الصراع في سوريا قد يؤدي إلى تقسيم البلاد إلى عدة أجزاء، مما يجعل تنفيذ المشروع وتمويله شبه مستحيل.
كما شدد أكتورك على أن التكاليف المرتفعة للنقل عبر الأنابيب تجعل الغاز المورد عبر هذا الخط غير قادر على المنافسة مع الغاز الذي تستورده تركيا بالفعل من روسيا وإيران وأذربيجان.
البدائل المتاحة
أكد الخبير أن قطر تعتمد حاليًا على محطات تسييل الغاز الطبيعي لتصدير الغاز إلى جميع أنحاء العالم بعقود طويلة الأجل أو فورية. وأشار إلى أن قدرة محطات تسييل الغاز الحالية تفوق الطلب العالمي بنسبة 2.15 مرة، مما يقلل من الحاجة إلى مشاريع نقل عبر خطوط أنابيب باهظة التكلفة.
آفاق مستقبلية
رغم هذه التحديات، أشار وزير الطاقة التركي، ألبا أرسلان بيرقدار، إلى أن المشروع قد يصبح ممكنًا إذا تم تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة العربية. ويُذكر أن مشروع خط أنابيب الغاز كان قيد المناقشة منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكنه واجه عراقيل سياسية، بما في ذلك رفض السلطات السورية لمرور الخط عبر أراضيها في عام 2009.