في تصرف مفاجئ، أعاد أوزكان إيديك، عامل نظافة تركي يبلغ من العمر 42 عامًا ويقيم في ولاية إزمير الساحلية، مبلغ 23 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل أكثر من 670 ألف دولار أميركي، كان قد أودع بالخطأ في حسابه البنكي. وجاء تصرف إيديك في موقف غير متوقع بعدما تفاجأ بالمبلغ الكبير عندما تحقق من رصيد حسابه البنكي. فور اكتشافه لهذا الخطأ، اتصل بخدمة العملاء لدى البنك، ثم توجه لاحقًا إلى الفرع لتأكيد الخطأ وإعادة الأموال إلى صاحبها.
تفاصيل الواقعة: مبلغ مالي كبير يدخل حسابه بالخطأ
وفقًا لما نشرته وسائل إعلام تركية، من بينها قناة N-TV، كشف إيديك أنه لم يكن يتوقع أبدًا أن يجد مبلغًا بهذه الضخامة في حسابه البنكي. وقال في مقابلة متلفزة: "اتصلت بالبنك فورًا بعد رؤية الرصيد، وذهبت إلى الفرع البنكي للتأكد من تصحيح الوضع، بل حتى اتصلت بالشرطة لأضمن إرجاع المبلغ لصاحبه."
وأشار إيديك إلى أن زوجته وولديه لم يكونوا على علم بالواقعة إلا بعد انتهائه من إجراءات إعادة المبلغ، مؤكدًا أن ما قام به كان نتيجة لاعتباره أن "المال حرام"، على حد تعبيره.
ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي
تصرف إيديك أشعل جدلاً واسعًا بين الأتراك، حيث انقسمت الآراء بين من رأى فيه نزاهةً وأمانةً تستحق الإشادة، وبين من اعتبره تصرفًا غير حكيم، خاصةً في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها. وأفاد بعض المنتقدين بأن الخطأ كان من مسؤولية البنك، وأنه كان يجب أن يتحمل تبعاته.
أوزكان إيديك: "النزاهة تأتي أولًا"
أوزكان، الذي يعمل حاليًا في تنظيف الشقق ومواقع البناء ويكافح من أجل تأمين قوت يومه وعائلته، أشار إلى أن استرجاع المال كان الخيار الطبيعي بالنسبة له. وأضاف قائلاً: "بالنسبة لي، هذا المال حرام، وكان يجب أن أُعيده، إذ لم أفكر لحظة في الاحتفاظ به." وأوضح أنه، رغم حاجته المالية، إلا أن فكرة استغلال هذه الأموال لم تخطر في باله مطلقًا.
انعكاسات على المجتمع التركي والقطاع البنكي
التصرف أثار أسئلة عديدة حول مسؤولية البنوك في مثل هذه الحالات وحول مدى نزاهة الأفراد في التصرف عند مواجهة مواقف مشابهة. كذلك، أوضحت بعض الشخصيات العامة أن مثل هذا التصرف يعكس ثقافة النزاهة التي يتحلى بها بعض الأتراك حتى في ظروف اقتصادية صعبة. من جهتها، دعت مؤسسات تركية مختلفة إلى تعزيز أنظمة الأمان البنكي لتجنب وقوع مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
موقف عائلته وأصدقائه
وفي تصريحات أخرى، قال إيديك إنه أخبر أصدقائه بما حدث بعد إرجاع الأموال، وتلقى ردود فعل مختلفة. حيث عبر البعض عن دعمهم لقراره وشجعوه على نزاهته، بينما انتقده آخرون على "فرصة لم يكن ينبغي أن يفوّتها"، بحسب تعبيرهم.