أثارت تصريحات نائب رئيس الجمهورية التركي، جودت يلماز، موجة واسعة من الجدل بعد أن أشار إلى أن رفض الشباب التركي العمل في بعض المهن هو ما يدفع الحكومة لاستقدام اللاجئين بشكل منظم لسد هذه الفجوة. هذه التصريحات جاءت خلال لقاء صحفي مع يلماز، حيث أكد أن الحكومة تعمل على تنظيم استقدام اللاجئين لتغطية نقص اليد العاملة في مجالات لا يرغب الشباب التركي بالعمل فيها.
تصريحات جودت يلماز تثير انتقادات واسعة
تصريحات يلماز لم تمر مرور الكرام، حيث واجهت ردود فعل حادة من قبل المواطنين، وخاصة الشباب التركي. اعتبر عدد كبير من المتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي أن إلقاء اللوم على الشباب واتهامهم بالكسل أمر غير مبرر. وأشاروا إلى أن الأتراك يعملون في نفس المهن التي يرفضونها في تركيا عندما يسافرون إلى دول أوروبا، إلا أن الفرق يكمن في ظروف العمل القاسية والأجور المتدنية التي يعانون منها داخل تركيا.
أحد المتفاعلين كتب على منصة "إكس": "الشباب التركي ليس كسولًا كما يزعم السيد يلماز، ولكن لماذا نقبل ظروفًا قاسية هنا بينما نجد فرصًا أفضل في الخارج؟". بينما علّق آخر: "إذا تم تحسين الرواتب في تركيا، فلن يحتاج الشباب إلى السفر أو رفض المهن المتاحة".
الفرق بين ظروف العمل في تركيا وأوروبا
المقارنة بين ظروف العمل في تركيا والدول الأوروبية كانت محورًا رئيسيًا في النقاش. يرى الكثير من المنتقدين أن ظروف العمل الصعبة والأجور المنخفضة هي السبب الرئيسي وراء رفض الشباب التركي العمل في مهن معينة، بينما عندما يسافرون إلى أوروبا يعملون في نفس هذه المهن لكن في ظروف أفضل وبأجور أعلى.
أحد الخبراء الاقتصاديين أوضح: "المشكلة ليست في نوعية المهن، بل في الأجور والمزايا. الشاب التركي يرفض العمل في مهن بأجور زهيدة وبدون حماية اجتماعية، بينما يقبل نفس المهنة في أوروبا لأن هناك فروقًا في ظروف العمل والدخل".
دعوات لتحسين ظروف العمل بدلاً من استقدام اللاجئين
الانتقادات لم تقتصر على المواطنين العاديين فحسب، بل شملت أيضًا خبراء في الاقتصاد والعمل. طالب المنتقدون الحكومة التركية بضرورة تحسين ظروف العمل وتقديم رواتب عادلة وحوافز مناسبة للشباب، بدلاً من الاعتماد على استقدام المزيد من اللاجئين. واعتبروا أن تحسين بيئة العمل في تركيا سيسهم في تشجيع الشباب على الالتحاق بتلك المهن التي يرفضونها حاليًا.