اللغة العربية في لافتات "LC Waikiki" تثير جدلاً واسعاً في تركيا ودعوات للمقاطعة

شهدت مدينة كلس الواقعة جنوب تركيا مؤخراً حالة من الجدل والغضب إثر استخدام اللغة العربية في لافتات الأقسام بأحد فروع سلسلة متاجر الملابس الشهيرة "LC Waikiki". تلك الخطوة أثارت ردود فعل متباينة بين المواطنين الأتراك، وامتدت أصداؤها لتشمل مدناً أخرى، بما في ذلك إسطنبول.

الانقسام حول الهوية الثقافية
يرى جزء كبير من المواطنين الأتراك أن إدخال اللغة العربية على لافتات المتاجر التركية يشكل تعدياً على الهوية الثقافية التركية، ويعزز من وجود لغة أجنبية في سياق تجاري ينبغي أن يكون محصوراً باللغة التركية. من جهة أخرى، يبرر مؤيدو استخدام العربية بأن المتاجر تقع في مناطق تضم نسبة كبيرة من السكان العرب، خاصة في المدن الحدودية مثل كلس، التي تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين والمقيمين العرب.

تُعد سلسلة "LC Waikiki" واحدة من أكبر العلامات التجارية في تركيا، وتمتلك فروعاً في جميع المحافظات التركية وتعمل في العديد من الدول حول العالم، مما يجعلها أكثر عرضة لانتقادات تتعلق بسياسات التكيف مع الزبائن المختلفين.

وسائل التواصل الاجتماعي: مسرح الجدل
الجدل اشتعل بشكل أساسي عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر بعض المستخدمين عن استيائهم ودعوا إلى مقاطعة العلامة التجارية احتجاجاً على ما يرونه انتهاكاً للهوية التركية. إحدى التعليقات الشهيرة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) جاء فيها: "نحن نفتخر بلغتنا التركية، ولا نريد أن نرى لغات أجنبية تسيطر على مساحاتنا التجارية." وعلى الجانب الآخر، ردت بعض التعليقات بأن "السكان العرب في تركيا بحاجة إلى التوجيه بلغتهم، وهذا أمر طبيعي في بيئة متعددة الثقافات."

دعوات المقاطعة تتصاعد
تصاعدت الدعوات لمقاطعة متاجر "LC Waikiki" بشكل سريع، حيث طالب بعض المستخدمين بعدم التسوق من متاجر العلامة التجارية حتى تعيد النظر في سياستها بشأن استخدام اللغات. هؤلاء المنتقدون يعتبرون استخدام اللغة العربية تهديداً للهوية الوطنية التركية، ويتساءلون عما إذا كانت هذه الخطوة تمهيداً لتغييرات أكبر في أسلوب إدارة المتاجر.

في المقابل، دافع البعض عن هذه الخطوة مشيرين إلى أن تركيا دولة متعددة الثقافات، خاصة في ظل وجود العديد من الناطقين بالعربية الذين يعيشون ويعملون في البلاد. أحد المؤيدين كتب: "من الطبيعي أن تكون اللافتات بلغتين لضمان توفير خدمات أفضل للزبائن العرب الذين يزورون هذه المتاجر."

الشركة لم تعلّق بعد
حتى الآن، لم تصدر "LC Waikiki" أي بيان رسمي بشأن الجدل المتصاعد. الجميع ينتظر تعليقاً من الشركة لتوضيح سياستها حول استخدام اللغات المختلفة في فروعها، وخاصة في المناطق التي تتميز بتنوع سكاني كبير. توقعات تشير إلى أن الشركة قد تعلن قريباً عن موقفها الرسمي، سواء بالدفاع عن هذه الخطوة أو بتقديم تعديل لإرضاء الجمهور الغاضب.




إغلاق

تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل سيكون هناك سلام بين سوريا و اسرائيل؟