في احتفالية وطنية ذات طابع خاص، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى، تمتد من عام 1071 إلى عام 2071، وذلك خلال كلمته في الذكرى 953 لانتصار معركة ملاذكرد. في هذه المناسبة، وصف أردوغان المعركة بأنها ليست مجرد حدث تاريخي، بل رمزاً يعكس وحدة الأمة التركية وتاريخها المجيد، وشدد على أن "قضيتنا هي جعل الأرض وطناً والوطن مقدساً، الزمن يتغير والقرون تتغير، ولكن هذا لا يتغير".
وأضاف أردوغان في خطابه أن التحديات التي تواجهها تركيا اليوم تتطلب وحدة الأمة وتضامنها أكثر من أي وقت مضى. وأشار إلى أن "لا يمكننا التغلب على الصعوبات كأمة إلا إذا كنا متحدين، لا يمكننا صد الهجمات عن وطننا إلا إذا كنا معاً". هذا النداء للوحدة يأتي في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه تركيا، حيث شدد أردوغان على ضرورة تماسك الأمة لمواجهة التهديدات المشتركة.
وفي سياق حديثه عن المستقبل، أعلن أردوغان عن رؤيته لعام 2071، قائلاً: "سنلتقي في ظل هذا الهلال الخجول مع 85 مليون شخص، بينهم أتراك وأكراد وعرب وسنة وعلويون، وسنحقق ذلك من خلال كوننا متحدين وكبيرين". وأكد أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مواجهة التحديات بروح الوحدة والتضامن، والوقوف صفاً واحداً ضد من يحاولون زرع الفتنة وتقسيم الأمة التركية.
معركة ملاذكرد: أكثر من مجرد ذكرى
تعد معركة ملاذكرد، التي وقعت عام 1071، من أهم المعارك في التاريخ التركي، حيث حقق السلاجقة بقيادة السلطان ألب أرسلان نصراً حاسماً على البيزنطيين، مما مهد الطريق لتوسع الأتراك في الأناضول. ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه المعركة رمزاً للصمود والوحدة في الذاكرة الجماعية للأمة التركية.
وفي هذا السياق، يرى أردوغان أن إعادة إحياء ذكرى هذه المعركة وتحقيق الأهداف الممتدة حتى عام 2071 هو استمرارية لروح النصر التي تمثلها ملاذكرد، وأنه يجب على الأتراك أن يستلهموا من هذه الروح لمواجهة تحديات العصر الحديث.