السلطات التركية تحظر منصة ألعاب شهيرة

تواصل السلطات التركية اتخاذ خطوات حازمة لتنظيم المحتوى الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي في البلاد، حيث أصدرت مؤخرًا قرارًا جديدًا يتعلق بمنصة ألعاب الفيديو الشهيرة "روبلوكس" (ROBLOX)، وهي منصة يلجأ إليها الأطفال بشكل واسع للتسلية. جاء قرار الحظر بناءً على تحقيق أجراه المدعي العام في ولاية أضنة جنوبي البلاد، وذلك بسبب مخاوف متعلقة بمحتوى اللعبة وتأثيره المحتمل على حقوق الأطفال وسلامتهم.

صرح وزير العدل التركي يلماز تونج في تغريدة عبر حسابه على منصة "إكس" أن "تركيا ملزمة باتخاذ التدابير اللازمة لحماية أطفالها، وأن استخدام التكنولوجيا بطريقة سلبية أمر غير مقبول". يعكس هذا البيان التزام الحكومة التركية بحماية الأطفال من المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية.

رد فعل شركة "روبلوكس"
في المقابل، أكد متحدث باسم شركة "روبلوكس" أن سلامة المستخدمين، وخاصة الأطفال، هي في صلب اهتمامات الشركة، وأنهم يحترمون القوانين المحلية في البلدان التي يعملون فيها. وأضاف: "نتطلع إلى التعاون مع السلطات التركية لضمان عودة روبلوكس للعمل في تركيا في أقرب وقت ممكن". يعكس هذا التصريح رغبة الشركة في الحوار والتعاون مع الجهات المعنية لضمان تلبية المتطلبات القانونية وإعادة تشغيل خدماتها في تركيا.

الخطوات القانونية المقبلة
وفقًا لمصادر مطلعة، تعتزم الشركة المالكة لمنصة "روبلوكس" الطعن في قرار الحظر أمام القضاء التركي. من المتوقع أن تستغرق عملية الطعن عدة أشهر نظرًا لتعقيد الإجراءات القانونية. هذا يشير إلى أن القضية قد تشهد تطورات متعددة قبل الوصول إلى قرار نهائي.

نمو "روبلوكس" وتأثيرها العالمي
شهدت لعبة "روبلوكس" نموًا هائلًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت ظاهرة شعبية واسعة الانتشار. وفقًا لبيانات الشركة، تجاوزت مبيعات "روبلوكس" 3.5 مليارات دولار أميركي، وارتفع عدد اللاعبين النشطين يوميًا إلى أكثر من 68 مليون لاعب، مقارنة بـ 17 مليون لاعب في عام 2019. يعكس هذا النمو السريع شعبية اللعبة وتأثيرها الكبير على مستوى العالم.

سياق القرار في إطار سياسات تنظيم المحتوى
يأتي قرار حظر منصة "روبلوكس" في تركيا بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها السلطات التركية لتنظيم المحتوى الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي. فقبل نحو أسبوعين، قامت السلطات بحظر تطبيق "إنستغرام"، وهناك حظر محتمل يلوح في الأفق لتطبيق "تيك توك". كما أعلنت "هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية" (RTÜK) عن فرض قيود جديدة على المحتوى المصوّر في الشارع للحد من خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

تداعيات القرار
يعد قرار حظر "روبلوكس" جزءًا من سياسة أوسع تنتهجها الحكومة التركية لتنظيم الإنترنت وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال. ومن المتوقع أن يثير هذا القرار جدلاً واسعًا بين المستخدمين ومطوري الألعاب والمدافعين عن حرية الإنترنت. بينما تظل السلطات التركية مصممة على تنفيذ سياسات لحماية المجتمع، تبقى هناك تحديات كبيرة في تحقيق توازن بين الحماية والتنظيم من جهة، والحفاظ على حرية التعبير والوصول إلى المحتوى من جهة أخرى.

في الختام، فإن التفاعل المستمر بين الحكومات وشركات التكنولوجيا يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مستقبل الإنترنت والمحتوى الرقمي، وسيتعين على جميع الأطراف المعنية التعاون لإيجاد حلول تتوافق مع القوانين المحلية وتحمي مصالح المستخدمين على حد سواء.









إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

كيف تصف تجربتك في التكيف مع الحياة والثقافة الأمريكية؟