في تطور مثير لقضية سوق "أرينا مول" التجاري في مدينة حلب، كشفت إدارة العقارات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع السورية عن ملابسات غير مسبوقة تتعلق بعقد الاستثمار المبرم مع رجل الأعمال محمد ناصر عتيق، والذي يمتد حتى عام 2031.
وبحسب بيان رسمي صدر اليوم الخميس، فإن السوق الواقع في منطقة حلب الجديدة كان يخضع لإشراف البحوث العلمية قبل أن تنتقل مسؤوليته إلى إدارة العقارات العسكرية، التي راجعت عقد الاستثمار الممنوح لعتيق منذ عام 2018، والذي تم تمديده لاحقًا ليصل إلى 12 عامًا.
البيان أوضح أن بدل الاستثمار السنوي تم تحديده بمبلغ 10 آلاف دولار و325 مليون ليرة سورية لعام 2025، على أن يرتفع إلى 30 ألف دولار في آخر سنة من العقد، وسط مطالبات رسمية بإعادة تقييم المبلغ وفقًا للتضخم الاقتصادي والتقارير الحكومية.
لكن المثير في القضية كان رفض المستثمر لأي تعديل على العقد، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرار بفسخه. وعند محاولة إبلاغه رسميًا، فوجئ وفد الإدارة بقوة أمنية من وحدة "U1" تطوق المكان، بعد بلاغ كاذب من المستثمر ادعى فيه وجود مسلحين يرتدون الزي العسكري داخل المول.
ورغم احتواء الموقف واعتذار القوة الأمنية، لجأ المستثمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر رواية مغايرة، وصف فيها وفد الإدارة بـ"فصيل مسلح"، ما أثار جدلًا واسعًا وتضليلًا للرأي العام.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، عقد محافظ حلب عزام الغريب اجتماعًا طارئًا تمخض عنه تشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن المستثمر، إدارة العقارات العسكرية، والمحافظة، بهدف إعادة تقدير بدل الاستثمار وحل الخلاف القائم.