تعاني عدة مناطق في مدينة حلب من انقطاع تام لخدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية، جراء تعرض الكوابل السرية للسرقة على يد مجهولين. وتتركز المشكلة في أحياء متعددة في المدينة، مثل بستان القصر، سليمان الحلبي، الجميلية، الميسّر، كرم القاطرجي، الكلاسة، شارع “تشرين”، ومخيم "النيرب"، إضافة إلى مناطق أخرى مثل العرقوب الصناعية ومشروع “3000 شقة” في حي الحمدانية.
يقول نائل الهيب، صاحب معمل "بروفيلات مطاطية" في منطقة العرقوب الصناعية، إن الكابل الرئيس للمنطقة تعرّض للسرقة قبل خمسة أسابيع، وقد قدم شكوى إلى مؤسسة الاتصالات، حيث وعدتهم بإصلاح المشكلة في غضون عشرة أيام. لكن حتى اليوم، لم يتم اتخاذ أي خطوة فعلية لإصلاح الوضع.
وأوضح نائل أنه قدّم شكوى جديدة، لكن الرد كان مماثلاً وهو أن المسألة قيد العمل وتحتاج إلى المزيد من الصبر، في وقت يعاني فيه أصحاب المعامل في المنطقة من ضعف مراقبة معاملهم بسبب انقطاع الإنترنت، ما قد يؤثر على الأمان الصناعي في المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن الكاميرات الخاصة بالمراقبة يجب أن تكون متصلة بشبكة “واي فاي” لإرسال البث المباشر، وهو ما أصبح غير ممكن بسبب انقطاع الإنترنت.
أما في حي مشروع “3000 شقة” بمنطقة الحمدانية، فقالت نورا محمد إن الإنترنت انقطع عن المنطقة منذ حوالي شهر، وأكدت أن الأهالي راجعوا مكتب البريد المعني وتلقوا وعدًا بأنه لا يوجد موعد محدد للإصلاح. وقد تواصل السكان مع ورشات الصيانة العاملة في المنطقة، لكن الوعود التي تلقوها بتصليح الكابل خلال أسبوعين لم تُنفذ.
وفي حي كرم القاطرجي، أكد عبد الله عاشور أن الإنترنت انقطع عن المنطقة منذ مطلع شهر كانون الأول 2024. وذكر أنه رغم مراجعة الأهالي لمكتب البريد التابع للمنطقة، إلا أن العملية لم تُنفذ حتى الآن. وقال إن القائمين على المكتب وعدوا الأهالي بتوصيل كابل جديد، لكن مرّ ستة أسابيع دون أي تطور.
وفي المقابل، تذكر نهال عساف، وهي من سكان حي الخالدية، أن الإنترنت انقطع تمامًا عن منطقتها بعد سرقة كابل الإنترنت. وأضافت أن هذه الحادثة كان لها تأثير سلبي كبير على عملها في مجال التسويق الإلكتروني، وأشارت إلى أنها كادت تخسر مصدر رزقها الوحيد بسبب الانقطاع. ومع ذلك، بعد مرور 15 يومًا من الانقطاع، تم تركيب كابل جديد في المنطقة بواسطة ورشات الصيانة التابعة لمقسم "الشهباء"، وعاد الإنترنت إلى حالته الطبيعية.
وفي ظل هذه الأوضاع، يُشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل السلطات المختصة لتوفير الحلول السريعة لهذه الأزمة التي تؤثر بشكل كبير على حياة السكان وأعمالهم في المدينة. كما يطالب الأهالي بضرورة اتخاذ تدابير فعالة لوقف سرقة الكوابل وتأمين البنية التحتية للاتصالات في المناطق المتضررة.