في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، وصف رئيس أساقفة حلب، المطران حنا جلوف، اجتماعه مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، بأنه كان "أخوياً وصادقاً ومليئاً بالمحبة العميقة". وأشار جلوف إلى أن اللقاء جدد أواصر الصداقة القديمة بينهما، والتي تعود إلى فترة عمل الشرع السابقة في إدلب.
وعود القيادة الجديدة
كشف جلوف أن الشرع أكد في اتصال هاتفي فور وصوله إلى حلب على التزامه بحماية المجتمع المسيحي وضمان حريتهم، قائلاً:
"ليطمئنوا، نحن بجانبهم، وعليهم أن يواصلوا حياتهم بشكل طبيعي. لن يتعرضوا لأي ضرر مباشر أو غير مباشر".
وأضاف أن الشرع دعا المسيحيين للاحتفال بأعيادهم بحرية، بل وأكد أنه يريد أن تكون أعيادهم "أجمل مما كانت عليه".
رؤية جديدة لسوريا
أعرب المطران جلوف عن تفاؤله بمستقبل سوريا في ظل القيادة الجديدة، مشيراً إلى أن الشرع يطمح لتحقيق نهضة حضارية وثقافية مع الحفاظ على التركيبة الفريدة للبلاد. وأكد جلوف أن سوريا تمتلك موارد بشرية ذات كفاءة عالية، مما يجعلها قادرة على استعادة دورها الريادي في المجالات الثقافية والتعليمية والفنية.
وقال المطران:
"إن شاء الله سنخطو خطوات تدريجية نحو المصالحة، وسنمكن سوريا من استعادة دورها الريادي الثقافي والتعليمي والفني".
مخاوف وتحفظات
رغم تفاؤله، أشار جلوف إلى أن تغيير النظام بعد سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024 يثير بعض المخاوف لدى فئات معينة من المجتمع. وقال:
"بالطبع، في كل تغيير هناك مخاوف، وهذا أمر لا مفر منه. ولكن بمرور الوقت سيتكيف المجتمع مع هذا التغيير".
وأوضح أن الدول الغربية لا تزال تنظر للتغيير في سوريا بعين الشك، وتبعث برسائل مناهضة للمعارضة، مما يؤثر على العلاقات المستقبلية. ومع ذلك، أعرب عن ثقته بأن هذه النظرة السلبية ستتغير مع مرور الوقت.
نهاية نظام البعث
جاءت تصريحات المطران جلوف في أعقاب الأحداث التاريخية التي شهدتها سوريا، حيث تمكنت الفصائل السورية في 8 ديسمبر 2024 من السيطرة على العاصمة دمشق، مما أنهى 61 عاماً من نظام حزب البعث و53 عاماً من حكم عائلة الأسد.