تعد ساحة الحطب في حلب من المعالم التاريخية البارزة التي لعبت دورًا مهمًا في تاريخ المدينة. كانت ساحة حيوية تلتقي فيها قوافل التجارة من مختلف أنحاء العالم، ما جعلها نقطة محورية لتبادل البضائع والثقافات. ومع اندلاع الحرب، تضررت هذه الساحة بشكل كبير، مما جعل جهود إعادة إحيائها ضرورة حيوية.
مبادرة ترميم الساحة
بدأت المبادرة المجتمعية الهادفة إلى إعادة إحياء ساحة الحطب بتوجيهات من مديرية المدينة القديمة في مجلس مدينة حلب، حيث تم تنفيذ مجموعة من الأعمال مثل تنظيف الساحة، وتركيب المقاعد، وإنارة المنطقة، بالإضافة إلى فتح الطرق المؤدية إلى الساحة وتوصيل الكهرباء.
وفي هذا السياق، أكد المهندس أحمد الشهابي، مدير المدينة القديمة، أن الهدف من المبادرة هو تحويل ساحة الحطب إلى وجهة سياحية وتجارية جذابة، لتعود إلى سابق عهدها كمركز نابض بالحياة يعكس تاريخ وحضارة المدينة.
دور منظمة الفنلندية للإغاثة
من جهته، أوضح جورج ديوب، مسؤول برنامج المبادرات المجتمعية في المنظمة الفنلندية للإغاثة، أن المنظمة بدأت تدخلاتها في حلب منذ عام 2020. وتعمل حاليًا على تنفيذ العديد من المبادرات في المدينة وأحيائها القديمة، بما في ذلك مشاريع إغاثية وتعليمية. وأشار إلى أن المبادرة الخاصة بساحة الحطب هي جزء من مشاريع تجميل الأحياء القديمة، مثل رش المبيدات، وتركيب إنارة بالطاقة البديلة، وحملة تشجير.
الجانب الاجتماعي للمبادرة
المبادرة لا تقتصر على الترميم، بل تشمل أيضًا بعدًا اجتماعيًا مهمًا، حيث تم دمج 21 متطوعًا من سكان حي الجديدة والمناطق المجاورة، بهدف تأمين فرص عمل لهم. وقالت سارين أنوشيان، مسؤولة المبادرة، أن المتطوعين سيعملون جنبًا إلى جنب مع الخبراء، مما سيسهم في تمكينهم مهنياً ومعيشياً.