انتشرت خلال الأيام الماضية تقارير إعلامية تشير إلى اكتشاف أبجدية أقدم من أبجدية أوغاريت بـ500 سنة في موقع تل أم المرا شرقي حلب، الذي يعود إلى الألفية الثانية قبل الميلاد. زُعم أن هذا الاكتشاف يعيد كتابة التاريخ المتعلق بأصول الكتابة الأبجدية.
لكن مدير المديرية العامة للآثار السورية، نظير عوض، نفى صحة هذه الادعاءات في تصريح لـ"إرم نيوز"، مشيرًا إلى أن المعلومات المتداولة تستند إلى فرضية قديمة نشرها عالم آثار أمريكي عام 2010، وليس إلى أي اكتشاف أثري حديث. وأكد عوض أن الموقع لم يشهد أي تنقيبات حديثة، وأن ما يُشاع غير دقيق ويحتاج إلى وقت طويل لإثباته بشكل علمي.
الفرق بين الكتابة التصويرية والأبجدية
أوضح الخبراء أن الكتابة التصويرية، التي تعتمد على الرموز والرسوم، تختلف جذريًا عن الأبجدية، التي تعتمد على حروف مستقلة لتكوين الكلمات. وحتى الآن، تُعتبر أبجدية أوغاريت، المكتشفة في موقع أثري قرب اللاذقية على الساحل السوري، الأقدم في العالم، حيث تعود إلى حوالي 1500 سنة قبل الميلاد.
جدل في الأوساط العلمية
أثار الخبر المزعوم موجة من الجدل بين الباحثين، حيث اعتبر البعض أن اكتشاف أبجدية أقدم من أوغاريت سيكون له تأثير كبير على فهم أصول الكتابة وتطورها. في المقابل، دعت السلطات الأثرية إلى توخي الدقة عند نشر مثل هذه الأخبار، خاصة أن التحقق من صحتها يتطلب دراسات مكثفة وتنقيبات موثوقة.
أهمية أوغاريت
تُعد مدينة أوغاريت، الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، من أهم المواقع الأثرية في العالم، بفضل اكتشاف الأبجدية الأوغاريتية فيها. تتكون الأبجدية الأوغاريتية من 30 حرفًا، وكانت تُستخدم لتوثيق النصوص الدينية والإدارية.