تنتشر أكوام القمامة في شوارع حلب بشكل عشوائي، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مثل صلاح الدين والمشهد والكلاسة. هذه الأكوام لا تجد من يقوم بجمعها أو ترحيلها بشكل منتظم، رغم الوعود المستمرة من مجلس المدينة بتنظيم حملات نظافة، خاصة في المناسبات الرسمية مثل "يوم البيئة" الذي يحضره مسؤولون حكوميون.
ووفقًا لتصريحات موظف من داخل القصر البلدي في حلب، فإن المدينة تعاني من "نقص هائل" في عدد عمال النظافة، نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تدني الرواتب والأجور، عدم تأمين معدات الوقاية، وكذلك الضغط الكبير الذي يتعرض له العمال بسبب الأعداد المحدودة مقابل العمل الشاق. على سبيل المثال، يعمل في قطاع حلب الجديدة سبعة عمال فقط، بينما في منطقة الجميلية، يتولى عاملان فقط جمع القمامة في المساء، رغم صعوبة المهمة وكثافة المحال التجارية والبسطات التي تترك خلفها الكثير من المخلفات.
وتعاني مناطق أخرى مثل سوق "الهال" في حي المشارقة، الذي يفتقر أيضًا إلى عدد كافٍ من عمال النظافة والآليات الضرورية لتنظيفه، مما يزيد من تراكم النفايات في المنطقة. نفس الوضع يتكرر في سوق "الهال" الذي تم نقله من حي الحمدانية إلى حي العامرية قبل أربع سنوات، حيث يعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية بما فيها النظافة.
أما في ما يتعلق بالعمال، فيقول الموظف إن غياب الفئة الشابة عن العمل في هذا القطاع يعود إلى انخفاض الأجور، بالإضافة إلى عدم قدرة البعض على التقدم لوظائف حكومية بسبب الخدمة الإلزامية والاحتياطية. كما يعاني العمال الحاليون من تقدم في السن، مما يقلل من قدرتهم على تحمل أعباء العمل الشاقة.
تعليقات الخبراء: يتطلب الوضع في حلب استجابة عاجلة من السلطات المحلية لتحسين ظروف العمل في قطاع النظافة وتوفير الموارد اللازمة، بما في ذلك زيادة عدد العمال، تحسين الأجور، وتوفير المعدات اللازمة لحماية العمال وتنفيذ مهامهم بكفاءة. إن عدم معالجة هذه المشكلة سيؤدي إلى تداعيات صحية وبيئية خطيرة قد تزداد في المستقبل إذا لم يتم التدخل بشكل جاد.