في إطار الجهود المبذولة لإعادة الحياة إلى أسواق حلب القديمة التي تعرضت للتخريب والدمار نتيجة الأعمال الإرهابية، تستمر أعمال إعادة الإعمار والتأهيل، وخصوصاً في سوق "العبي"، الذي يمثل جزءًا هامًا من التراث الاقتصادي والتاريخي للمدينة.
وأوضح مدير المدينة القديمة في مجلس مدينة حلب، المهندس أحمد الشهابي أن المشروع الحالي يركز على إعادة إعمار سوق "العبي"، والذي يُعد جزءًا من الأسواق الواقعة على الطريق المستقيم الممتد من باب إنطاكية غربًا إلى سوق الزرب شرقًا.
وأشار المهندس الشهابي إلى أن عملية الترميم تتم بموجب مذكرة تفاهم بين محافظة حلب، الأمانة السورية للتنمية، مجلس مدينة حلب، ومديرية الآثار. وقد شملت التحضيرات إعداد الإضبارة الفنية لأعمال الترميم بالتعاون مع فرع نقابة المهندسين، وتنظيم تقارير فنية وقرارات هدم للمخالفات السابقة التي تم إزالتها من قبل مديرية المدينة القديمة.
تفاصيل أعمال الترميم:
تشمل عملية الترميم عدة مراحل أساسية تهدف إلى إعادة السوق إلى حالته الأصلية مع تحسين بنيته التحتية. تتضمن هذه الأعمال:
رصف البلاط الحجري بأعلى معايير الدقة.
تنفيذ زريقة كلسية لسقف السوق لتحسين مقاومته للعوامل البيئية.
تنظيف الواجهات وترميم الأقواس الحجرية واللمعات المتضررة وتعويض الفاقد منها.
تركيب أبواب خشبية جديدة وفق الطراز التراثي القديم.
عزل سطح السوق لضمان حماية المبنى من الأمطار، مع توفير مصارف مطرية مناسبة.
وبحسب الشهابي، يمتد السوق على طول 100 متر ويضم 53 محلاً تجاريًا. وتهدف الأعمال إلى الحفاظ على هوية السوق التراثية، مع توفير البنية التحتية الملائمة لتشغيل المحال التجارية.
مدة التنفيذ ونسبة الإنجاز:
بدأت أعمال الترميم منذ شهر، ومن المتوقع أن تستمر لمدة 10 أشهر. وقد وصلت نسبة الإنجاز حتى الآن إلى 10%.
أهمية المشروع:
تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية شاملة لإعادة إحياء أسواق حلب القديمة، التي تُعد رمزًا للهوية الثقافية والاقتصادية للمدينة. كما يهدف المشروع إلى تعزيز الحركة الاقتصادية وإعادة سكان المدينة وزوارها إلى هذه الأسواق التاريخية التي كانت يومًا القلب النابض للتجارة في حلب.