احتفلت مدينة حلب يوم أمس بانطلاق مهرجان الطاهية السورية التراثي الأول، الذي نظّمته الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع مؤسسة الشيف السوري، وأقيم المهرجان في منارة حلب القديمة في حي السبع بحرات، حيث يتوافد الزوار على مدار يومين للاستمتاع بألذ وأشهى المأكولات السورية التراثية.
مشاركة واسعة من طاهيات سوريات بمهارات فريدة
شهد المهرجان مشاركة نحو 80 سيدة طاهية، جئن ليعرضن مهاراتهن في إعداد أطباق تعكس تراث المطبخ السوري العريق. وصرح رئيس مجلس أمناء مؤسسة الشيف السوري والحكم الدولي شكري قيومجي بأن المهرجان يقام لأول مرة في سوريا، موضحًا أن محافظة حلب كانت الانطلاقة لهذه الفعالية التي من المخطط أن تمتد إلى مختلف المحافظات السورية. وأشار قيومجي إلى أن المهرجان يضم أيضًا معرضًا لمختلف أنواع المأكولات السورية التراثية، وسيتم تقديم ما يتراوح بين 60 إلى 70 وجبة تقليدية على مدار يومين، صنعتها المشاركات في إطار المسابقة.
لجنة تحكيم دولية لتقييم الأطباق
تضم لجنة التحكيم لهذا المهرجان نخبة من الطهاة الدوليين، ومن بينهم الشيف محمد يحيى الهيجاني، سفير النوايا الحسنة والتنمية المستدامة في هيئة الأمم المتحدة، والذي يُعرف بتميزه في المطبخ السوري. وأوضح الهيجاني أن مشاركته اليوم تأتي ضمن لجنة التحكيم لتقييم الأطباق التي تقدمها السيدات المشاركات، مشيدًا بمهارات الطهاة السوريين وقدرتهم على إبداع أطباق تراثية بطابع عصري.
إبراز تاريخ وثقافة حلب عبر الأطباق التقليدية
تُعد مدينة حلب من أقدم المدن المأهولة في العالم، وتشتهر بتراثها الثقافي المتنوع، ما يجعلها الوجهة المثالية لإقامة هذا المهرجان الذي يهدف إلى إعادة إحياء المطبخ السوري ونشره عالميًا. وعلق قيومجي على أهمية المهرجان بقوله إن المطبخ السوري، بفضل تراثه الغني والمتنوع، أصبح يشكل جزءًا مهمًا من الثقافة العالمية، ويأمل القائمون على الفعالية أن يسهم هذا الحدث في تسليط الضوء على الموروث الغذائي السوري وجعله مقصدًا للجميع.
آمال الشيفات السوريين في تحقيق الانتشار العالمي
من جهته، شارك المدرس في المدرسة الفندقية بطرطوس وعضو تجمع شيفات سوريا حول العالم روبير يعقوب، كأحد الحكام في المهرجان، وأعرب عن أمله في أن يكون هذا المهرجان الخطوة الأولى نحو مهرجانات دولية ترفع اسم سوريا في المحافل العالمية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والغذائية السورية.
أطباق مميزة تعبّر عن التراث العريق
قدّمت السيدات المشاركات في المهرجان أطباقًا تقليدية تعبّر عن التنوع الكبير في المطبخ السوري. فعلى سبيل المثال، قدّمت ناريمان مصري طبقًا من محشي البرغل والملفوف والباذنجان، وشاركت بريجيد مقديس أنطوان بطبق قازان كباب وبوراني، وهي من أقدم الأكلات في المطبخ السرياني ويعود تاريخها إلى أكثر من 200 عام. كما قدّمت كاتيا حداد طبقًا من عجة الظواظ الحلبية وكبة النية الجزراوية، ما يعكس أصالة الأطباق السورية وتنوعها.
مهرجان لإحياء التراث السوري وتعزيز الفخر الوطني
يأتي مهرجان الطاهية السورية التراثي ليعكس عمق التراث السوري عبر أطباق متجددة ومتميزة، مقدمة من قبل سيدات يتمتعن بحسٍ عالٍ من المهارة والشغف. ويعتبر هذا المهرجان منصة مهمة لدعم الطاهيات السوريات وتمكينهن، إلى جانب كونه فرصة لتعريف الأجيال الشابة بتراثهن، ولتذكير السوريين والمجتمع الدولي بثراء التراث السوري وأصالته.