شهدت الحلقة الخامسة من مسلسل معاوية تصاعدًا دراميًا كبيرًا، حيث تعمقت الأحداث في أروقة السياسة والصراعات التي شكلت ملامح تلك الحقبة التاريخية. الحلقة جمعت بين التشويق والإثارة، بدءًا من محاولة اغتيال معاوية بن أبي سفيان، وصولاً إلى اللحظة الحزينة باغتيال الخليفة عمر بن الخطاب، وانتهاءً بانتقال الخلافة إلى عثمان بن عفان.
افتتحت الحلقة بمشهد مشوّق، حيث تعرّض معاوية لمحاولة اغتيال أثناء تجواله في سوق دمشق، لكن المحاولة باءت بالفشل. هذا الحدث أثار الشكوك حول المتورطين في المؤامرة، خاصة بعد ظهور شخصية "أبو الأيهم"، التي يجسدها الفنان أحمد بدير. أبو الأيهم هو تاجر له علاقات مع الروم، مما جعله موضع شك بالنسبة لمعاوية.
بعد استدراجه للكشف عن الحقيقة، اعترف أبو الأيهم بأنه كان مضطرًا للتعاون مع الروم بعد أن أخذوا ولده رهينة. وفي خطوة ذكية، قرر معاوية عدم معاقبته، وطلب منه الاستمرار في التعاون مع الروم، ولكن تحت توجيهاته الخاصة، مما أظهر براعة معاوية في التعامل مع الأزمات.
في مشهد آخر مهم، وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى قصر معاوية بعد أن وصلته أنباء عن أسلوب حكمه في دمشق. دار بينهما نقاش حول مفهوم "الهيبة" في الحكم، حيث أكد عمر أن الحكم يجب أن يكون قائمًا على العدل وليس على "العصا والصولجان". ومع ذلك، تمكن معاوية من إقناع عمر بمنهجيته في إدارة شؤون أهل الشام، مما أظهر قدرته على الإقناع وإدارة الحوار.
كانت اللحظة الأكثر حزنًا وتأثيرًا في الحلقة هي مشهد اغتيال عمر بن الخطاب، الذي نفذه أبو لؤلؤة المجوسي أثناء صلاة الفجر. أدت الطعنات المتتالية إلى وفاة أمير المؤمنين، قبل أن يقدم القاتل على الانتحار.
بعد اغتيال عمر، دار نقاش حول من سيخلفه، وتم الاتفاق على حصر الخلافة بين علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان، مع ترك القرار النهائي لمشورة المسلمين. في النهاية، تمت مبايعة عثمان بن عفان خليفة للمسلمين، بمباركة من علي بن أبي طالب، مما وضع نهاية للحلقة بحدث تاريخي كبير.