في زوايا الحياة اليومية، تتجلى ملامح الكفاح الحقيقي في وجوه النساء اللاتي يحمِلن على عاتقهن مسؤولية مضاعفة، في العمل وفي البيت، بلا شكوى أو تذمُر. المرأة المكافحة ليست فقط من تخرج إلى ميادين العمل، بل من تبني أسرتها بحب، وتدير تفاصيل حياتها بحكمة، وتُوازن بين دورها كأم وزوجة وموظفة، رغم الضغوط والرهق. وفي المقابل، هناك من تكتفي بالجلوس داخل بيتها، تنتظر أن يُلبى لها كل شيء، دون مشاركة أو شعور بالمسؤولية، وتُثقل من حولها بمطالب لا تنتهي.
المرأة المكافحة.. نبض العطاء في كل موقع "
المرأة المكافحة هي تلك التي تؤمن أن العطاء لا يُختصر في الوظيفة فقط، بل يمتد ليشمل كل زاوية في حياتها. تراها تخرج للعمل صباحاً، تُساهم في مصروف البيت، وتعود بعقلها وقلبها إلى بيتها، لا تُهمل أبناءها، ولا تُقصر في حق زوجها. توزع وقتها وعدلها بين العمل والبيت، تتحدى التعب، وتقاوم الملل، وتحمل داخلها عزيمة لا تنكسر.
هي مثال للتوازن: لا تعمل على حساب أنوثتها أو واجباتها، ولا تهمل بيتها بحجة العمل، بل تجعل من وجودها قوة إضافية تسند البيت، لا عبئاً عليه.
وفي الطرف الآخر.. إمرأة تنتظر فقط "
بينما المرأة المكافحة تُناضل على جبهتين، هناك من إختارت أن تبقى في منطقة الراحة، لا تعمل، ولا تشارك في إدارة الأسرة، بل ترى أن مسؤوليات البيت وحدها كافية لطلب المزيد من الحقوق دون واجبات. قد لا يكون العمل الإجباري هو المعيار، ولكن المشكلة تظهر حين تُطالب المرأة بما يفوق طاقتها دون أن تُقدم ما يُقابله.
البيت ليس مجرد جدران، بل منظومة قائمة على التشارك، فحين تكتفي المرأة بالمطالبة فقط، دون عطاء، تختل كفة الميزان، ويتحوّل وجودها من قوة دعم إلى عبء عاطفي أو مادي، خصوصاً في ظل الظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة.
ختاماً" في زمن أصبح فيه الكفاح عنواناً للحياة، تظل المرأة المكافحة نبضاً صادقاً لا يتوقف عن العطاء. هي التي تفهم أن الحياة مسؤولية قبل أن تكون أُمنيات، وأن يدها التي تعمل لا تقل عن قلبها الذي يحتضن. هي من تُعطي بصمت، وتبني بوعي، وتثبت يوماً بعد يوم أن الكفاح لا علاقة له بالمسميات، بل بالنية الصادقة والعمل المُخلص.
والسؤال الأهم الذي يجب أن نطرحه:
هل نحن نُقدّر المرأة المكافحة كما تستحق؟ وهل نُراجع أنفسنا إذا كنّا ممن ننتظر فقط دون عطاء؟