إنّ للتربية في بناء الأوطان وتطوّرها ، كما توجيه الشعوب ونموّها الدور الأساسي لا بل المحوري كونها المنطلق الوحيد والأهم لكـل حضارة ، ورُقِّيْ وجهـد قومـي عام يتجه إلى المجتمع لتحقيق العدـل المطلق ، وهي في الوقت نفسه شأن مهم لكـل إنسان تكرِّسه الديمقراطية السلمية الصحيحة والسياسية والنظام الثقافي والنظام الأُسَري.
في مسيرتنا الوطنيّة المتشعّبة والتي تشمل العديد من الإختصاصات والإتجاهات وبناءً على العديد من الدراسات المتخصصة عقدتُ العــزم كناشط سياسي على التصّدي لا بل مقاربة كافة التحديات ومنها التحدي التربوي بما ينطوي عليه من تعقيدات زادتْ من حدتها سنوات من الإهمال أدتْ إلى إنهيارات خُلُقيّة متلاحقة لدى مجتمعنا اللبناني .
هذه التحديات تشمل عناوين بارزة أعدِّدْ منها على سبيل المثال لا الحصر :
أولاً – المعلمّون : قضاياهم تندرج في سبعة مفاصل وهي أولاً – التأهيل والتدريب والإعداد ، ثانيًا- الأوضاع المعيشية ، ثالثًا – الأوضاع الوظيفية ، رابعًا – الهجرة المتكررة ، خامسًا – الفيض والمناقلات وإعادة التوزيع والحاجة ، سادسًا – القيام بوظيفة ثانية ، ثامنًا – الصرف التعسفي .
ثانيًا – الإدارة التربوية : قضاياها تندرج ضمن هذه العناوين أولا – هيكلية وزارة التربية ، ثانيًا – مديرو المدارس ، ثالثًا – التفتيش التربوي ، رابعًا – الإرشاد والتوجيه ، خامسًا – مجالس الأهــل .
ثالثًا – الأبنية المدرسية : قضاياها تندرج ضمن المفاصل التالية أولاً – الإيجارات – ثانيًا – إصلاح وصيانة ثالثًا – التجهيز ، رابعًا – الشروط الهندسية .
رابعًا – المناهج وقضاياها هي : أولاً – عصرنة وتبسيط ومكننة ، ثانيًا – مناهج التعليم ، ثالثًا – المناهج بين الإعداد والتوجيه ، رابعًا – المناهج بين النقل والتبعية ، خامسًا – لغات التدريس .
خامسَا – أكلاف التعليم وقضاياها تندرج ضمن : أولاً – الأقساط أي الكلفة التعليمية ، ثانيًا – ضبط الموازنة حدود الرقابة الرسمية وحق الدولة ، ثالثًا – مساهامات الدولة نظام العقود بين الدولة والمدارس الخاصة .
سادسًا – التعليم العالي وقضاياه تندرج ضمن : أولاً – الجامعة اللبنانية وفروعها ، ثانيًا – الجامعات الخاصة في لبنان وقضية التراخيص ، ثالثًا – العلاقة بين الجامعات ، رابعًا – هجرة الكفاءات بعد التخرّج.
بالنسبة إليّ كناشط ومهتم بشؤون المواطنين (جيل المستقبل) إنّ الأهداف التربوية وغايتها أحصرها في هذه المقالة الدراسة ضمن الأسئلة التالية :
أولاً – أي مستوى ثقافي نريد للمواطنين ؟
ثانيًا – أي نوع من قادة الرأي في المستقبل نريد أو نطمح ؟
ثالثًا – هل نريد شباب يُهاجر أو يستوطن ويُخصّبْ وطنه ؟
سنسعى من خلال المشاريع المطروحة تنبيه الشباب قبل إختيار إختصاص مستقبله ومهنته إبراز حاجات عدّة أهمها ملائمة مهنة المستقبل لنواحي الغنى في شخصية الطالب وإدراكه للعائد التربوي والتعليمي من إتفاق الإختصاص الأكاديمي الذي سيختاره مع ميوله وإستعداداته وقدراته ومعرفته بطبيعة مواد الإختصاص الذي سيدرسه وبطبيعة مجالات العمل التي تؤهله لها الدراسة ومعرفته بشروط القبول في المؤسسة التعليمية التي يرغب في الإلتحاق بها .
لا بد من التذكير وإستنادًا لأكاديميين متخصصين في "الإدارة التربوية" إلى أنّ مبادىء الإختيار تتمثل بثلاثة مبادىء :
أولاً- أن يكون الإختيار بحرية .
ثانيًا – أن يكون من بين بدائل عدّة.
ثالثًا – أن يجري بعد تفكير وإعتبار لكل بديل من هذه البدائل .
على أي سياسي ناضج فكريًا ومُلتزم وطنيًا إعتبار الشاب اللبناني مشروعه وبالتالي عليه أن يدرك مسؤولياته في تنمية كل طالب علم ، وبناءً عليه كل مسؤول يجب أن ينحصـر هدفه نموّ متوازي الأبعاد للجيل الصاعد .
لبنان في 28 حزيران 2025