كتب/ ياسين الرزوق زيوس : البطريرك الأخير يعلن ترنيمته الدمشقية بصليب حزين فهل تبقى سورية معمّدة بالدم أم أنّ الحياة ستريق كؤوسه رغم أنف الموت ؟!..

الخميس 26/06/2025
البطريرك الأخير يعلن ترنيمته الدمشقية بصليب حزين فهل تبقى سورية معمّدة بالدم أم أنّ الحياة ستريق كؤوسه رغم أنف الموت ؟!.......


لم أكن في رواية "البطريرك الأخير" أبحث عن أمّةٍ أولى في وطنٍ كاد يكون أخيراً  علّه يرفع الآثام و لا يجعلها مذهباً كاثوليكيّاً أو أرثوذكسيّاً فلا أهاجر منه إلى كاتالونيا أو مدريد لأتراشق مع التاريخ نتائج مباراة قهر الأوطان بالتاريخ نفسه  و قهر الأمم بتزوير أبعاده !.......

لقد جرّب العرب و من بينهم السوريون أصناف العذاب و الرأفة و هم يجلدون ذواتهم المفقودة و ذوات غيرهم  فبطشوا بما بطشوا به من خلال  سير الزمن الغابر ، و لم يتردّدوا في تبنّي تعاريف عمياء لفقرات لن ترفع الحياة و لن تعطيها إخراجاً أكثر نقاءً لأنّ الحياة هي الحياة و ما نناله من عجرها و بجرها يعلّمنا أنّ المثالية المفرطة و التشدّد القاهر لا مكان لهما في تضاريس السيرورة البشرية السريعة !.......

في سورية كثر الدعويون من حيث أنّهم لم يقلّوا بقدر ما ظهر عددهم على أرض الواقع فهل ما تحتاجه سورية هو تجسيد الحالة الدعوية أم تبكيل الحالة المواطناتية ليرتفع الوطن بعد طول نزول و ليرتقي المواطن بعد طول انحطاط؟!.......

إنّ المواطَنَة السورية لم تعد ترفاً يجب تطويره بقدر ما باتت مساراً يجب السير به و فيه إلى معقل المجتمعات الراقية فلا نفرط في الغلّ و لا نمعن في إلصاق صفات الكفر و الإيمان على أمزجتنا و على هوى ما تبيعنا إيّاه أفكار منقوصة في زمنٍ غير مكتمل على خارطة التشوّه العالمي من أقصى الغباء العربي السائد عند البعض  إلى أقصى التبعية العربية الواضحة لدى العيان !......

أميركا لم تأت من بعيد بقدر ما سلّمها الانهيار العالميّ مفاتيح قيادتها القريبة لا لأنّها أخلاقية أو لأنّ غيرها غير أخلاقيّ ، و إنّما لأنّها جمعت تناقضات الجميع و طبعتها على هيئة دولار يضم هذه التناقضات من حيث لا يستطيع أحد الانفكاك عنه على الأقل  بين براثن  هذه اللحظة العمياء !.......

لن تموت المسيحية المشرقية و لن تغيب عن ذهني لحظات العشق الأرثوذكسي لأنّ بوح الديانات هو بوح العاشقين لا بوح المارقين ، و لا وجه للشرق ما لم يدرك أنّ بشارته المسيحية هي أمّ إسلامه و أنّ إسلامه هو شفق مسيحيته التي لم تضع في غسق التلاشي !!!

في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية ظهر بطريرك حائر و هو يبوح بترنيمته العاتبة.......
و  عندما نسي عبّاس بن فرناس تصنيع ذيل خلاصه و سقط سقطة حائرة بعد طعنة اللاهوت المبثوث أمسك بصليب ثابت لم تحرّكه عواصف التهجير و راح ينشد ها أنا ما بين دمشق و كاتالونيا تؤويني كنيسة في عقل منفتح و يحميني مسجد في فكر متنوّر و يضمني كنيس في كتاب مواطناتي تتلقّفني نهاية أخوية مهما تبادرت إلى أذهان القاصي و الداني فرقة دعوية !.......

و كما قال الشاعر (زيوس شو) :

وطنٌ لأنثى الأمس قال تكلّمي ! .......
صوتَ الحياة على العويل تعلّمي *****
لِدِمَشقَ أصواتُ الذين تصارعوا .......
بين القصور تصارخوا لن تُهزمي !*****
سَقَطَتْ عروشٌ كم تعاظمَ ثأرها ! .......
إنّ الشآم سلامُها كالبلسمِ *****

بقلم 
الكاتب المهندس الشاعر 
ياسين الرزوق زيوس 
سورية حماة
الخميس 2025/06/26
الساعة 9.08 صباحاً



إغلاق

تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل سيكون هناك سلام بين سوريا و اسرائيل؟