كتب د/ محمد كامل الباز: هل تدخلت السماء لتُنقذ الأبرياء ( أسباب خفية لحرب إيران وإسرائيل)

هل تدخلت السماء  لتُنقذ الأبرياء 
( أسباب خفية لحرب إيران وإسرائيل)

منذ أسبوع والعالم كله ليس عنده كلام إلا على الحرب الإسرائيلية الإيرانية، الترتيب هنا مقصود فمفتعل الحرب يجب أن يُكتب أولا  لأن التاريخ لا ينسي،   فالقوم دائماً يكونون الباديء فى أى معادلة بها حرب ودمار،  منذ خمسينات القرن الماضي وهم الباديء فى دخول سيناء وبداية العدوان الثلاثي على مصر،  فى ستينات نفس القرن عادوا الكرّه ليستولوا علي سيناء  ستة أعوام كاملة،  وفى الثمانينات  دخلوا لبنان، ومنذ التسعينات حتى السابع من أكتوبر وهم الباديء فى كل عدوان على غزة بالإضافة لضرب اليمن وسوريا وغيرهم !! 
تشعر أن هؤلاء القوم يتلذذون بالحرب، يتمتعون بالدمار،  يظبطون مزاجهم على صوت المدافع والطائرات !! الغريب فى الأمر أن بعد كل هذا يتهمون هذا بمعاداة السامية وتلك الدولة بالإرهاب لمجرد الاحتفاظ بحق الرد!!
يمتلكون العديد من الرؤوس النووية ويقيمون الدنيا ويقعدوها حتي لا تمتلك دول الجوار مثلهم  لم يقف الأمر عند هذا الحد بل منذ اكثر من عقدين وهم ينددون فى كافة المحافل على امتلاك إيران منشآت نووية  سعيها لامتلاك قنبلة نووية !! أرأيتم  إلى اين وصلت البجاحة؟  
دولة بعيدة كل البعد عنها  تحدد لها ماذا تفعل وتفرض عليها اى الأسلحة تستخدم 
لن اتكلم عن حرب اسرائيل وايران من الناحية العسكرية فهو ليس تخصصي،لم اتكلم اين وقع الصواريخ من الطرفين وكم عدد الخسائر هنا وهناك،  لن ادخل أيضاً  فى الجدل الدائر بيننا كعرب الآن   وهو  هل ندعم ايران في حربها ضد الصهاينة ؟
هل ننسي ما فعلته فى لبنان والعراق وسوريا واليمن والسعودية ؟
هل نتمنى لشاتمي الصحابة وأمهات المؤمنين بالغلبة ؟ 
فى حين يرد آخر  أنه واجب لانهم يحاربون العدو الصهيونى الذى يصول ويجول فى شرقنا الاوسط دون احم أو دستور 
لن أدخل أيضاً مع المعسكر الذي يجزم أنها مجرد حرب تمثليلية حتي لو وصلت لهروب اليهود من أرض الميعاد فى قوارب مائية وتركهم مستوطناتهم  واغتيال أهم القادة والعلماء فى طهران ..لن اتطرق لكل هذا   لكن  بعد تلك الحرب جلست لحظات مع نفسي لاتامل قدرة الخالق  جلست اسرح قى ملكوت العزيز القدير  الذي بيده كل شىء  
منذ ايام لم يكن هناك اى شىء بين إسرائيل وإيران، مجرد مناوشات كلامية تحدث منذ عشرات السنين  ولا نري شىء على الإطلاق  لكن في يوم وليلة تشتعل الأجواء بين البلدين  فى أقل من ٢٤ساعة  نجد صواريخ طهران فى قلب تل ابيب  وصواريخ اسرائيل فى المدن الإيرانية،   فى مشهد لن ينساه أحد  هرب البعض من  المستوطنين إلي  الملاجئ وخرج البعض الآخر من أرض الميعاد، تم  اغلاق المطارات، توقفت الحياة فى بلاد العم سام، أصبح  الكثير من أبناء إسرائيل الكبرى  فى الملاجيء والمخيمات،   يشاء القوي الجبار فى أقل من يوم وليلة أن  يوقف غطرسة وتجبر هؤلاء القتلة، ان يذيقهم  من نفس الكأس الذي اذاقوه للمدنيين العزل وفى مدة زمنية لا تساوي شىء فى عمر الأمم 
أبي الله ان يترك اطفال غزة وشيوخهم، دون أن يستنصر لهم 
خذلنا أهل غزة أشد الخذلان لكن الله من فوق سبع سماوات ينصرهم ويغير نواميس الكون من أجلهم  
نعم يغير كل شىء   ايران وإسرائيل فى تصعيد يومي لم يسبقه تصعيد، بل دخلت امريكا وحل المعركة ولو من بعيد،  ورطتها إسرائيل كالعادة فى مستنقع الحرب، حركت ترسانتها النووية فى الشرق الأوسط  واوروبا معها  فى حين روسيا وكوريا الشمالية والصين يهددون بالتدخل لو تدخلت امريكا  !! 
العالم كله سينقلب رأسا على عقب من أجل دعوة مظلوم،  القوى الكبري كلها ستتناحر فيما بينها من أجل دعوة أم مكلوم علي  أولادها، لم تنفع الجهود الدبلوماسية والحلول السياسية، لم يجدي قلق الأمم المتحدة أو شجب منظمات حقوق الإنسان الكاذبة،  لمدة عامين يقتل شعب أعزل علي مرئي ومسمع من الجميع، يزداد نحيب الأمهات وبكاء الفتيات، يموت الأطفال جوعاً والشيوخ جزعا،  ونحن جميع نأكل ملىء بطوننا وننام ونقر عيوننا، لم يشعر بهم أحد  ولكن  للكون رب يحميه ... قادر أن يقلب الكون رأسا على عقب من أجل دعوة مظلوم، قادر أن يفني الأرض ومن عليها من أجل بكاء مكلوم،  حرباً لو لم تخمد نيرانها ستمتد لكل القوي الإقليمية، 
لن تحدث معجزة مع أنه جلي جلاله قادر أن يقيم المعجزات فى اي وقت ولكنه يجعل دمار هؤلاء المتكبريين فيما بينهم وبالاسباب الدنيوية التي لا يقتنعون و لا يؤمنون الا بها 

يتساءل أحد  المفكرون   لكن فيما النصر في حرب بين ايران وإسرائيل ؟  هل تشحتون النصر من اي شيء؟ 
لو كان  انشغال إسرائيل عن قتلها لإخواننا فى غزة  بحرب مع إيران  ليس نصر فما النصر اذن 
لو لم يكن  هروب المستوطنين من إسرائيل فى القوارب والسفن  بعد أن كانوا يفرضوا التهجير على اخواننا فى غزة   ليس نصر  فما هو النصر؟ 
اذا عرف الكيان أن العالم ليس ملعب يلعب ويرتع فيه كما يشاء و أنه سيدفع ثمن عدوانه المبكر،  ليس نصر فما النصر اذن  
 لكل يشكك فى أن تلك الحرب ما هى إلا تدبير من الله عز وجل من أجل اخواننا ان يخفف عنهم القتل والتدمير  فاسمحلي أن اقص عليك حكاية منذ قديم الزمان والقصة لحسن الحظ فى نفس البقعة المباركة 
حيث كان نبي من بين إسرائيل وهو يوشع بن نون يستعد لفتح بيت المقدس وبالفعل دخل الحرب  واكن أمد القتال طال وكان عند عصر الجمعة وقرب الوقت على الغروب  ووفقا لشريعة بنو إسرائيل فالقتال يوم السبت من المحرمات،  لم يتفلسف يوشع أو يتحزلق  ويقول أنه فى مهمة مقدسة، لم يتجاهل أمر الله ولكنه أخذ يدعو ويتضرع للمولي عز وجل أن يحبس الشمس حتى ينتهي القتال،  استجاب المولي عز وجل وحبس الشمس حتي انتهي القتال وانتصر يوشع وجنوده !! متخيل يا عزيزى 
قال صلي الله عليه وسلم 
( ما حبست الشمس علي بشر قط، إلا علي يوشع بن نون ليالي سار إلي بيت المقدس)
لم يسلط الله  على أعداء يوشع  أي كارثة بيئية، لم يصيبهم بالمرض والوهن كي ينتصر يوشع، لم يزرع الفرقة بين صفوف أعداؤه كما يحدث في أي معركة،  بل وبدون أى مقدمات غير نواميس الكون الظاهرة من أجل دعوة نبي صالح، غير كل قوانين الطبيعة والزمان،  على العالم كله من أجل دعوة عبد فقير،   الا يقدر هذا القوي القدير أن يفعل مثل هذا الآن؟
بلي ورب الكعبة فسبحانه  قادر أن  يقلب الاصدقاء أعداء والاقوياء ضعفاء والتحالفات إلي صراعات .... قادر سبحانه أن يستجيب دعوة مظلوم فى غزة فيحبس عن اعداؤه الأمن والأمان كما حبس الشمس فى قديم الزمان .
د/ محمد كامل الباز



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل ستدخل أمريكا في حرب مع إيران؟