كتب/ خالد عبدالحميد مصطفى: رئاسة الوزراء بين أهل الثّقة وأهل الخِبرة: "مصر في مُفترق الطرق"

الاثنين 09/06/2025
تمر مصر اليوم بمرحلة دقيقة وفارقة من تاريخها، مرحلة تتطلب من الجميع وقفة تأمل ومراجعة، لا سيما على مستوى القيادة التنفيذية في البلاد. ومع الحديث المتزايد عن التغيير الوزاري المرتقب، تعود إلى الواجهة معضلة طالما شكلت محور نقاشات الرأي العام والمحللين: هل تحتاج مصر اليوم إلى أهل الثقة أم أهل الخبرة في رئاسة الوزراء؟

لا شك أن إختيار رئيس الوزراء في أي دولة، خصوصاً في أوقات الأزمات الإقتصادية، يجب أن يكون مبنياً على معايير صارمة تتقدمها الكفاءة، والرؤية الإستراتيجية، والقدرة على إتخاذ قرارات جريئة ومبنية على علم وخبرة. وهنا نفتح الحديث بموضوعية وصدق عن تجربة الدكتور مصطفى مدبولي في رئاسة الوزراء خلال السنوات الماضية.

إنجازات حكومة الدكتور مصطفى مدبولي: بنية تحتية تليق بمصر المستقبل"

تولّى الدكتور مصطفى مدبولي رئاسة الوزراء في وقت حرج، حيث كانت مصر خارجة من سنوات صعبة سياسياً وأمنياً وإقتصادياً. ومع ذلك، تمكّن الرجل، بدعم من القيادة السياسية، من تحقيق إنجازات لا يمكن إنكارها في مجالات عدة، أبرزها مشروعات البنية التحتية العملاقة.

لقد أُنجزت في عهده شبكة طرق وكباري ومرافق هي الأكبر في تاريخ البلاد، إلى جانب تطوير شامل للمناطق العشوائية، وبناء مدن جديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية، وتوسيع نطاق شبكات المياه والصرف والكهرباء والغاز، بما يجعل هذه المرحلة قاعدة صلبة للتنمية المستقبلية. هذه المشروعات، رغم ما صاحبها من تحديات مالية وضغوط إقتصادية، إلا أنها وضعت مصر على خريطة الإستعداد لمرحلة الإقلاع التنموي.

وسوف يذكر التاريخ أن الدكتور مدبولي – وهو الرجل القادم من خلفية أكاديمية وتخطيطية – أدى ما عليه بكل إخلاص، وكان أحد أعمدة مرحلة "تثبيت الدولة" وإستعادة كيانها المؤسسي بعد عواصف عاتية.

المرحلة القادمة: الحاجة إلى أهل الخبرة أكثر من أهل الثقة"

لكن الواقع لا يتوقف عند الإنجاز، بل يقيس القادة بقدرتهم على مواجهة التحديات المستجدة. ومصر اليوم تقف عند مفترق طرق إقتصادي صعب: تضخم مرتفع، تحديات في العملة، ضغط على الموارد، وإحتياج متزايد لحلول مبتكرة وغير تقليدية.

في هذه المرحلة، يصبح الرهان على أهل الخبرة – لا أهل الولاء أو الثقة فقط – ضرورة وطنية. مصر اليوم بحاجة إلى رئيس وزراء يمتلك خلفية إقتصادية قوية، وتجربة عملية في إدارة الأزمات المالية، وفريق عمل تكنوقراطي قادر على التعامل مع المؤسسات الدولية بلغة الأرقام والمنطق، لا الشعارات.

شكر وتقدير للدكتور مصطفى مدبولي"

لا يمكن الحديث عن ضرورة التغيير دون تقديم كل الشكر والتقدير للدكتور مصطفى مدبولي. فقد أدى واجبه بإخلاص، ووضع أساساً عمرانياً وبنيوياً سيظل شاهداً على جهده لسنوات قادمة. ولا شك أن الأجيال القادمة ستنظر بإيجابية لتلك المرحلة حين ترى نتائجها المتراكمة على أرض الواقع.

ختاماً"  مصر الآن في مفترق طرق، والخيار بين أهل الثقة وأهل الخبرة ليس ترفاً بل ضرورة. لقد أدّى أهل الثقة دورهم، وآن الأوان لأن يُمنح المقود لمن يملكون من الكفاءة والخبرة ما يتناسب مع دقة التحديات المقبلة. لا تقليل من دور من مضى، ولكن هذه سنة الحياة، والتجديد سُنَّة النجاح.



إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل سيكون هناك علاقات أعمق بين سوريا وأمريكا؟