كتب د/ محمد كامل الباز: (فى ظل حكم الإنسانية)

كلمة الإنسانية  هى البديل المُصطنع للتعاليم الدينية، البديل الجاهز المراد له أن يصبح أساسي بل ويزيح كل تعاليم الدين جانباً، فبدلاً ان تقول تعاليم الإسلام كذا وكذا  أصبحت تعاليم الإنسانية تقول كذا،  وبدلاً من قول الدين يرفض كذا وكذا، أصبحنا نسمع  الإنسانية ترفض كذا وكذا  وبدلاً من قول أن الدين الاسلامي مثلاً ينظم التعامل مع الديانات الأخري في إطار من العدل والمساواة وعدم الظلم،  أصبح الكلام أننا متساوون فى الإنسانية فى كذا وكذا وكذا؛
  هي مجرد بداية لزرع المصطلح إلا أن يتم تعديل المصطلح  فتصبح الإنسانية مشرعا وحاكما  وقاضيا  حيث إذا  وجد خلاف وتعارض  بين الدين والانسانية بالطبع ستكون الغلبة للإنسانية،  وعلى سبيل المثال  فإن المثليين ( الشو&اذ) وجب عليهم العقاب وفق شرائع الدين، لكن الإنسانية من الممكن أن تحمل معاني أكبر وأكثر اتساعا!! حيث ان هذا الشاب المثلي له كافة الحقوق وليس من اللائق التضييق عليه او معابقته  فهو إنسان في الأول  والآخر، لو تكلمنا  عن معظم الموبقات ستجد لها كلام مشابه، أوامر وحدود وعقاب واضح فى الدين واتساع وتسامح  وتساهل فى الإنسانية،  هذا هو كلام المتنورين المضيئين الذين يتهموننا بالرجعية والظلام؛ 
حدث فى ظل حكم الإنسانية  حادثة أقل ما يقال عنها أنها بشعة  حيث كان الشاب ابو بكر  الذى تنحدر أصوله من دولة مالي  يوم الجمعة معتاد على الدخول للمسجد الذي يصلي به فى بلدية لاغراند كومب  فى لو غار  جنوب شرق فرنسا   يوم الجمعة من كل أسبوع،  يدخل عادةً ينظف المسجد  قبل الصلاة، ويبدو انه كونك مسلم فى هذا العالم  هى جريمة كبيرة  وأن تكون مواظب على الصلاة بل تنظف المسجد فى دولة أوروبية  تدعي الإنسانية   هى جريمة أكبر ، حيث رصدت الكاميرات وجود شاب فرنسي  يتكلم مع أبو بكر قبل الدخول للمسجد  ليدخل معه حيث اتضح من الصور أن هذا الشاب  كان يريد تعلم الصلاة وعند ثقة أبو بكر به وأثناء دخوله في الصلاة ليعلمه التف ذلك الشاب الذي آتي من بلاد الحرية والتطور  ليطعن أبو بكر القادم  من بلاد التأخر والرجعية عدة طعنات،  عندما قرأت الخبر ظننت أنها طعنتين  ثلاثة، أربعة بالكثير ولكن عند متابعة الكاميرات وُجد أنه طعنه خمسين طعنة بل وأجهز عليه وصوره حتي تأكد انه فارق الحياة ووقف جانبه يفتخر بجريمته ويسب الإسلام والذات  الالهية  !!  
جريمة لا تحصل فى عالم الحيوان، حقد لم نراه بين الوحوش الضارية ليحدث تحت مظلة  الإنسانية البريئة   قتل هذا الشاب المسيحي المتعصب أبو بكر دون سابق عداء  أو  خصومة ولكن بسبب واحد فقط  تدفع ثمنه الأمة كلها  من غزة  لسوريا لليمن للبنان لكشمير، لبورما  .... إلخ   وهو الإسلام   ( شهادة ان لا إله إلا الله وحده وان محمد عبده ورسوله )
كانت سبب كافي  فى ظل حكم الإنسانية أن يُطعن أبو بكر بخمسين طعنه  وكأنه  سرق  أموال فرنسا كلها وهرب،
 بالطبع  فى ظل الحكم الراشد الفرنسى سُيقبض على المتهم  ويُوضع فى السجن لأنه على حد علمي ممنوع الإعدام هناك حيث ان باريس تمتلك  قانون به قدر كبير من الرحمة والإنسانية عن شرعنا  الذي يبدو قاسي نوع ما،  وربما تخفف العقوبة على هذا القاتل بعد إثبات أنه يعاني من اضطرابات نفسية .
والله لقد خسر العالم كله خسرانا مبيناً يوم تراجع الإسلام و تنحي جانباً، خسر غير المسلم قبل المسلم  عالم أصبح محاط بالضنك والفقر، أصبح تحاصره المشاكل النفسية والعقد العصبية، عالم تفشت فيه الجريمة وتضاعفت حالات الانتحار،   عالم أصبح فيه الكل يحارب ويقتل من أجل مصلحته،  علي الرغم إننا نعيش تحت حكم الإنسانية،  نتمنى أن ننحى تلك الانسانية بعض الوقت، ما المانع أن نجرب الشرع الالهي  ففى حكم السماء سيكون العدل والرخاء وتنعم الأنعام قبل الانسان بالطمأنينة والسلام، فى حكم السماء  تقر عين أسرة أبو بكر أن الجاني سيأخذ أشد العقوبة ويُقتل كما قتل  لتكون رادع لأي متعصب قبل أن  تسول له نفسه أن يرتكب جريمة مثل هذه،
  قد عايشنا انسانيتكم مدة طويلة شعرنا فيها بالخوف و الحزن والريبة، عشنا وسط مجتمع يأكل  فيها القوي الضعيف، ويتحكم فيه الغني في الفقير،  ويسيطر فيه الكبير علي الصغير ، وجدنا ظلماً وجورا  لم نشاهده من قبل، لنرى حكم الله فهو بالتأكيد سيكون أفضل من هذا، حكم فيه غير المسلم له حقوقه وواجباته كاملة من غير نقصان، حكم فيه الحفاظ على الصغير من الكبير وحماية الضعيف من القوي، حكم عايشته البشرية قديمًا  فلم نجد حالات انتحار ولا اغتصاب الصغار من الكبار، حكم رشيد كان عنوانه تنفيذ القانون فوق الجميع، قانون يُطبق على المسلم قبل غيره فى قسط لا يُحاكي وبرا  لا يُماثل  وعدل لا يُكافئ.




إغلاق


تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

برأيك .. هل سيكون هناك علاقات أعمق بين سوريا وأمريكا؟