دائماً ما نسمع مقولة طيلة حياتنا من آباءنا عن الحياة والعمل، الجد والاجتهاد، الحرص على تكوين مستقبل مشرف ومستقر،
جمل كثبرة ومتكررة عند معظم الآباء
أهمية الشغل ( الراجل بيتقاس بشغله- أهم حاجة شغلك ومستقبلك- لازم تعمل لنفسك كاريير - مصلحتك وأكل عيشك قبل أي حاجة ) .
بذور كانت تغرس داخلنا منذ الصغر حتي كبرنا وطرحت ثمارها بداخلنا فأصبح كل منّا شغله الشاغل مستقبله ولقمة عيشه يأتي معظم الآباء والأمهات منذ الصغر ليربوا أولادهم علي شىء هام جداً هو التعليم والشهادة فقط، اقتطعوا من مسمى التعليم كلمة التربية فأصبحنا نشاهد طبيب ومهندس، استاذ جامعي ومدّرس، لكن فى غياب تام لحسن الخلق وتحكيم الضمير، ارهقوا الأولاد بمعركة الثانوية العامة وانسوهم كل شىء حولهم، بداية من حسن الخلق مرورا بالأمور العامة وقضايا أمتهم، أصبح من الطبيعي أن تشاهد شاب فى السادسة عشر من عمره لا يعرف شىء
عن القدس وقضيتها أو بنت فى العشرين من عمرها لا تفهم أين السودان وما هي مشكلتها بالتحديد، نشأ جيل كل همه العمل وجمع المال، جيل مهمش دينيا وواقعيا، لا يفقه عن أمور عقيدته إلا القليل ولة يعرف عن مشاكل أمته إلا الضئيل،
وسط كل هذا خرجت إلينا بطلة من بلاد المغرب، أسد فى ثوب امرأة من اسود الأطلسي لتنسف كل ما تعودنا عليه منذ الصغر وتضرب بكل نصائح العمل والحفاظ على لقمة العيش عرض الحائط، خرجت علينا ابتهال أبو السعد لتلقن الكثير دروساً مجانية في الحياة، تلقن الأب الذي يخشي قول كلمة الحق فى العمل من أجل الحفاظ على وظيفته، تلقن الأم التي تمتنع عن نصرة زميلتها المظلومة في الإدارة كي لا تغضب مرؤوسيها، تلقن لاعب الكورة العالمي الذي خاف على مركزه فى أوروبا ورفض دعم إخوانه في غزة بل وتلقن قبل كل هؤلاء هذا الشيخ الهرِم الذي لم يستح أن يقف بهيئته الإسلامية والتي يتوسم بها أي أحد الصلاح والتقوى كي يلوم أهل غزة عن تلك الحرب الشنعاء !!
بل ويحملهم المسئولية عما حدث منذ السابع من أكتوبر قبل الماضي، خرج علينا هذا الشيخ وهنا مصطلح شيخ أقصد به التقدم في العمر فقط لاغير، خرج علينا يفتي بعدم جواز نصر أهل غزة لأنهم هم من دخلوا الحرب من تلقاء أنفسهم !!
رجل كبير يوصف بعالم بينه وبين آخرته ليس الكثير يفتي بعدم جواز نصرة كيان مستضعف من الأمة يقتل أبناؤه يومياً بدم بارد بل ويتعدي عليهم قوليا ويحملهم الخطأ!!
استطاعت ابتهال ابو السعد المقيمة فى أعتي الدول اجراما والممول الأساسي لتلك الحرب القذرة أن تقول كلمة حق وتفضح شركة مايكروسوفت فى عيد تأسيسها الخمسين أنها كانت تستخدم تقنيات من الذكاء الاصطناعي وتطورها وتسلمها للجيش الإسرائيلي كي يستهدف أولادنا و إخواننا في غزة، اخذت تلك البطلة فى مهاجمة مديرها المدعو مصطفي !! الذى تربي على أهمية العمل وأن الإنسان الناجح يُقاس بعمله ووضعه وتفضح تورطه فى قتل الأطفال والرجال والنساء بغزة، وتضعه أمام مرآه حقيقية ليرب سوءاته ويعرف نفسه علي حقيقتها، لم تهتم بمستقبلها المهني فى شركة تعطي لها الالاف الدولارات شهرياً، لم تنظر أنها ممكن أن تطرد من بلد الحرية والعدالة أمريكا، لم تنظر لمستقبلها كما نفعل نحن مع أولادنا منذ صغرهم، ولم تكتم شهادة الحق من أجل لقمة العيش، ولكنها نظرت لشىء واحد وهم إخوانها الذين يقتّلون كل يوم علي مرئى ومسمع من العالم كله، فكرت في تلك الأم
الثكلي والطفل اليتيم والأب الحزين، كانوا عندها أفضل من المال والمنصب والمستقبل، إن ما فعلته ابتهال كان ابتهال بأن الامة لم تمت وأن مازال بها نبضات تدق، إن ما فعلته ابتهال أعاد لنا الأمل فى جيل جديد لم تنبت فيه بذرة حب الدنيا و مصلحته الشخصية، بل ظللت عليه شجرة الجسارة والاقدام وقول الحق، فى هذه الأمة التي يوجد بها اللاعب الساكت والشيخ المضلل والمدير الخائن كان بها أيضاً البنت الجدعة اللى ( بمليون راجل)،
استمر مصطفى مدير ابتهال في العمل وبالتأكيد ستغادر ابتهال ذلك العمل لكنها لن تخسر بإذن الله، فكما قالها المصطفي منذ أربعة عشر قرن لإبن الرومي عند دخوله المدينة تارك ماله وكل ما يملك ( ربح البيع أبا يحيى) نقولها لابتهال بأن تجارتها رائجة وصفقتها رابحة بإذن الله، وأحب أن أوجه لك سماحة الشيخ الجليل أنه إذا كان صوت ابتهال الجميل فى حادثة ميكروسوفت عورة وبالطبع سيكون معك الدليل فإن حديثك عن غزة ألف عورة أيها المتخاذل يا ملك التضليل.