دم المكوّنات الطاهر في سورية يمحو الخرائط العمياء أم أنّ الخرائط المبصرة تسفك دم المكوّنات السورية كي تعيد الصهيونية العالمية تشكيل المنطقة؟!......
المجزرة عندما تقع لن يستطيع أن يهرب منها أحد خاصةً عندما توثّقها الأيدي التي قامت أو تقوم بها فهل من دليل على الإنسان أكثر من نفسه؟!.......
لقد حصل استفزاز كبير مخطّط له باستهداف مكوّنات قوى الأمن العام و الجيش الجديد في سورية الجديدة بمجازر قائمة على أساس تمركزها من حيث لا يشتهي النظام القديم لكن حصلت في المقابل مجازر يندى لها الجبين في مكوّنٍ من المفترض أنّه وطنيّ أو مواطناتيّ من حيث لم تشفع له مواطنته السورية و لم تحمه من فداحة ما جرى مقابل فداحة ما جرى لقوى الأمن و الجيش و هذا بحدّ ذاته يجعلنا نعيد النظر في تعريف سورية الجديدة هذه و في تحديد هويّة الشخص المدنيّ الذي تبقى مواطنته خارج دوائر الصراع و خارج حلقات ملوك الطوائف ، و صوته الانتخابيّ يكون في دوائر الاقتراع لا على زناد الصراعات لأنّ يده لم تكن على ذاك الزناد أصلاً و لم يطلق الرصاصة لا الأولى و لا الأخيرة على قوى الجيش و الأمن العام ، من هنا فكرة تصفية هذا المكوّن على أساس عمقه الطائفيّ بتجاهل مواطنته الإنسانية و الإبداعية و المؤسّساتية بدلاً من محاسبة مذنبيه على أساس أفعالهم ضمن الوطن الذي تنطبق قوانينه على الجميع تجعلنا نعيد النظر من جديد في خلق الهويّة المدنيّة المواطناتية السوريّة بعيداً عن أزمات تصفية الحسابات و عن إعادة إنتاج تدخّلٍ دوليّ لا غرض له إلّا زيادة الإمعان في تحويل سورية إلى أشلاء متناثرة بدلاً من محاولة إعادتها إلى تكوين الجسد الواحد الذي كلّما اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمّى على أساس المودة و التراحم لا على أساس البغض و التناحر !.......
إنّ استهداف مؤسّسات الدولة السورية المدان داخلياً و دولياً لم و لن يبرّر تحمّل مكوّنٍ مدنيٍّ من مكوّنات سورية الفسيفسائية بعينه هذا الثمن الباهظ و المؤلم و الذي يندى له الجبين من الضحايا البريئين الذين لا ناقة لهم و لا جمل في تلك الأحداث الدامية حينما تحوّلت إلى خروجٍ غير مبرّر عن السيطرة وصل في كثير من الأحيان إلى فظاعات ، فواجب الدولة أن تضبط أعصابها و تشكيلاتها و أن تتصرّف كدولة بتطبيق القانون لا بفرض عقلية الانتقام بتصرفات فردية أو منفلتة من قبل غير الواعين لمفاهيمها و أوامرها مهما مارس مواطن من مواطنيها الرعونة ، و مهما كانت نتيجة تلك الرعونة لا يجب أن يتحمّلها مواطن بريء بل على العكس تجب طمأنة ذاك المواطن و حمايته من سرقة حاضنته من قبل جهات شرّيرة تخطّط أصلاً لانهيار هذا الوطن و زيادة عذابات أبنائه من كلّ الأديان و الطوائف و الأعراق و المذاهب و المكوّنات فلا فضل لمكوّنٍ على غيره إلّا بالالتزام و الانتماء الوطنيّ داخل و خارج حدود الجمهورية السورية التي نتمنّاها كما في كلّ محفل من محافل الكلمات أن تكون واحدة غير مجزّأة لأنّ الوحدة الحقيقية تشكّل مصدر قوّة للجميع ،و الوحدة الحقيقية لا تكون إلّا بتأسيس دولة المواطنة و القانون لا دويلات الاقتتال و الجنون !.......
مفاهيم الجهاد العقائدي و دور دور العبادة و المقامات الدينية و الروحية في تحريك الشارع السوريّ من كلّ المكوّنات باتجاه الداخل أو الخارج تجعلنا نتساءل من جديد كيف لوطنٍ جزّئت مواطنة أبنائه أن يعظّم شعائر استمراره سليماً معافىً ، و لا يجب أن نعود إلى فكرة الانتماء السلطويّ فمن ينتمي إلى سلطةٍ معيّنةٍ ستزول و من ينتمي إلى الوطن الجامع فإنّ الوطن باقٍ لن يزول ، و من يعظّم شعائر الله فهو حكماً لن يتقرّب إليه بسفك دم أخيه و شريكه في الوطن هذا إذا استثنينا التشكيلات المنتمية عقائدياً لا جغرافياً حيث يجب أن تعلم أن تقوى القلوب بتعظيم شعائر الله و عدم قتل النفس التي حرّم الله إلّا بالحقّ فأين الحقّ في سيلان الدم السوريّ الطاهر و في كلّ هذا الإسراف و عدم الانضباط من شرائح مجتمعية هي أصلاً خارج التركيبة المؤسّساتية برمّتها لكنّها تريد بالانسياق الأعمى و الغباء و الانتقام فرض سطوتها ؟!.......
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية بحث نوح عن سفينة نجاة جديدة فهل يغرقها عبّاس بن فرناس بالسقوط بعد نسيان ذيله في عيون الناظرين المراقبين حيث لا رأس يمكن تحليقه من دون ذيل و لا مسامير يمكن تقويم انحناءاتها من دون سندان ، لكن عن أيّ سندانٍ نتحدّث وسط هذا الطوفان يبقى الجواب رهن التطوّرات على خرائط الزمان و المكان ؟! .......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
السبت 2025/03/15
الساعة 10.00 صباحاً
(هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها وليس بالضرورة رأي الموقع.)