هل يقرأ السيد أحمد الشرع رئيس سورية في المرحلة الانتقالية رواية (يسمعون حسيسها ) لأيمن العتوم أم أنّه قد قرأها فعلاً ليحوّل سورية من مفاهيم الحسيس و العذاب و السجون الكبرى و الصغرى إلى مفاهيم الرفاهية و النعيم و الأوطان العظمى و المزدهرة ، و هل سورية ستنجو من حسيس النيران بعد أن التهمت حتّى إنسانيتنا الوجودية لتعيد لنا إنسانيتنا الوطنية انطلاقاً من شرعٍ يتبنّاه الشرع على مقاس مواطنتنا الواحدة في الوطن الكبير لا على مقاس الطوائف الضيّقة ، و هل سيزيل الرئيس السوريّ الحاليّ الأصفاد و الأطواق عن الرقاب ليحيي زمرة الإنسان في عروقنا أم أنّ ذلك أبعد من أن ترضاه أرتال الصهيونية الأميركية المحيطة بنا من كلّ حدبٍ و صوب ليس لشيء و إنّما لأنّنا من سورية التي تنادي: (متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟! ) ؟!......
لعلّ الأسئلة و الأجوبة في جعبة الشرع قبل أن تخطّها الروايات لتقرأ على مسامع التاريخ كي تعود سورية إلى التاريخ من أوسع أبوابه لا كي تخرج منه من أضيق خرمٍ لا يرانا بعده أحد إلّا ككائنات مجهرية غير فاعلة بالمفهوم الإنساني و إنّما بمفهوم البكتيريا الضارة لا المفيدة !.......
نتمنّى أن تشرب سورية من كأس الاستقرار و الازدهار كأساً هنيئاً مريئاً لا تظمأ بعده أبداً لكنّ السؤال كيف ستشرب سورية هذا الكأس و هم ينفثون النيران حتّى في عقول و حلوق شرائحها كي لا يسعهم حتّى التنفّس و هم يشغلون هذه الشرائح بالأحقاد و التباغض بدلاً من التسامح و العفو مع أنّ العفو من شيم الكرام في القيم العربية و هذا لا ينفصل عن مبدأ الكتاب القرآني المقدّس بخصوص من ارتكب جرائم بحقّ أيٍّ كان (و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) و هنا يأتي القصاص ليجسّد قضية تبريد الأحقاد و إنهائها لا قضية إزكاء نار فتنتها من كلّ حدبٍ و صوب عند استخدامه عكس الاستخدام المقصود و المبتغى في النص القرآني !.......
تحجّ الوفود الدولية لتقرأ موقف سورية كقيادة جديدة و تحجّ الأفكار السورية لتقرأ سورية كأنموذج عيش حقيقي لا تعايش مفروض من جديد بقوّة السلطة و على هذا لا بدّ لنا من أن نحثّ الشرع كرئيس على ما يعزّز مواطنتنا الواحدة غير متعدّدة الدرجات و من أن نستخلص من الشرع كشرائع واسعة ما يفيد هذه المواطنة لترتقي إلى درجة واحدة جوهرها الإنسان و فقط الإنسان فهل ننجح في رسم خارطة البنيان؟!.......
في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية سمع الشرع الرئيس و الرئيس الشرع حسيس العذابات السورية و هو بالتأكيد لن يجعلها تركة تتوارثها الطوائف من حيث أنّه يرسم سورية بطائفتها الإنسانية الواحدة و مواطنتها التي لا غبار عليها و لن يكسوها الدرن الأسود ما بين طائفةٍ و أخرى لأنّ سورية هي أمّ الجميع ، و الأمّ التي تفرّق بين أبنائها لن تنجح في إنشاء عائلةٍ متماسكة ، و حكماً لن نترك نحن مصيرنا كأمّة سورية عرضةً للانهيار الأكبر بعد كلّ ما لقيناه و نلاقيه من عذابات على مسرح التداولات و المداولات، فهل يدرك عبّاس بن فرناس ذيل التطلّعات أم أنّه يبقى صريع تصفية الحسابات التي يدفع ثمنها المواطنون البسطاء تحت رقصات الرؤوس و الأمراء ؟!.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الأحد 2024/02/09
الساعة 11.30