كتب/ ياسين الرزوق زيوس: سورية أمانة في عنق الشرع فهل تخرج من عنق الزجاجة بالقصر و الجمع ؟!....

يتم تجهيز سورية للخروج من عنق الزجاجة بعد أن قرأت بكلّ أطيافها و طوائفها رواية مئة عام من العزلة لغارسيا ماركيز لا لأنّها تحشر الجميع في مسافة معدومة  و إنّما لأنّها أُشبعت بما شرّبوها إيّاه على مستوى سنوات دموية  عجاف من حكم قاوم الخارج بالعناد لا بالضغط على الزناد  حتّى تجويع شعبه إلى حدّ المهانة و سلخ إنسانيته على مبدأ إلغاء الجلد لا تبديله فهو أراد جلداً واحداً هو جلد النفاق و المهادنة و التسليم في كلّ شيء كان يخطر على باله و بال مصالحه المعجونة بالعناد في منظومة سياسية عالمية تيارها جارف  تقتضي أن ننحني لها في لحظة ما كي لا تجرفنا في كلّ اللحظات ناسياً أنّ المقاومة بشعب جائع و معذّب في الداخل لن تثمر في الخارج لا على صعيد المؤامرة ولا على صعيد المقامرة الكبرى  !.......

لا نعرف كيف يجهّز السيد الشرع للمؤتمر الوطني و بالتأكيد لن يكون هذا المؤتمر مؤتمر لونٍ واحد كما حكومة اللون الواحد الاضطرارية لكن ما نعرفه أنّ اختيار 70 أو مئة 100 شخص  يمثّلون كلّ محافظة لا يجب أن يكون وفق مزاج ثوري واحد يحدَّد على هوى و مقاس الشخص المختار ليلعب أوراق الاختيار فتغدو العملية من جديد غير معبّرة عن تمثيل حقيقي وازن بقدر ما تعبّر عن ولاءات متعاقبة ولاء إثر ولاء ، و هنا لا بدّ من اختيار هؤلاء الأشخاص وفق مجلس تمثيلي حقيقي من كلّ الأعراق و الأجناس  و الطوائف و المجازات  منبثق عن عملية انتخابية واضحة على كلّ الصعد بعد تقدّم من يرون أنفسهم على قدرٍ من الكفاءة اللازمة لاجتياز هذا المخاض العظيم و من ثمّ الفرز بينهم باختيار شعبي حقيقي لا بتوصيات من الغرف المغلقة التي نتمنى أن لا تتشكّل من جديد على قاعدة النظام السابق المعجونة بالولاءات و المصالح الشخصية لا بالكفاءات و المصالح الوطنية، كما  أنّ الانتخابات القائمة على الاصطفافات العصبية التي لم تغادر فكر المصطفين في النظام السابق   لن يكون لها معنى كما لم يكن لها معنى من حيث أنّها أنتجت  عصابات  لا مسارات ، و على هذا يبقى الوعي الوطني سيّد الخيارات و الولاء السوري عميد المسارات  !.......

التمثيل السوري لا يجب إعادة إنتاجه وفق رؤية الشخص العارف بكلّ شيء بل وفق ورقة عمل توضع على مسرح انتخابيّ يقود الجميع إلى تمثيل اختصاصي غير معجون بالولاءات العمياء و التسليم مسبق القرار بكلّ نتيجة تفرض على طاولة القياسات مهما اتسعت أو ضاقت كما العبارة فلم تتسع من ورائها رؤى و لم تضق من أمامها عيون سهرت فرأت ما لن يراه النائمون ، خاصة و أنّ الشاشة العالمية لا تريد حكم دينٍ سياسي بقدر ما تريد ترتيب مصالح بعيدة عن الأخطاء الفردية في زمن وفاق العروش على عدم فتح النعوش مرة أخرى على مسرح سورية غير المعبّأ بالفساد و الفاسدين بقدر ما هو معبّأ  بالانفراج الاقتصادي لا بالملاليم الدموية  و القروش   !.......

في مؤسّسة القيامة السورية الفينيقية يخوض قصر الشعب جولات الزمن الجديد فهل يجد عباس بن فرناس ذيل تحليقه الضائع أم أنّه سيبقى ساقطاً برأسه التاريخي  على صخور الوداع و الودائع !.......

بقلم 
الكاتب المهندس الشاعر 
ياسين الرزوق زيوس 
سورية حماة 
السبت ٢٠٢٥/٠١/٠٤
الساعة ١١.٤٦



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

اختر الحدث الأبرز عام 2024!