في تصريح يحمل رسالة قوية للتحدي والثبات، أكد مستشار مفتي الجمهورية السابق، باسل قس نصر الله، أن المسيحيين في سوريا لن يتخلوا عن أرضهم لصالح الجماعات المتشددة التي تسعى للسيطرة عليها. وقال قس نصر الله: "القلق من بعض الفصائل ذات الفكر الديني المتشدد لا يزال قائماً، ولكن هناك تطمينات لأتباع جميع الطوائف في سوريا، وخصوصاً أبناء المكونات الذين يرغبون في مستقبل يضمن العدالة والمساواة".
وأشار إلى أن المسيحيين في سوريا يترقبون بحذر التطورات التي يشهدها بلدهم، معربين عن أملهم في بداية مرحلة جديدة تسودها قيم العيش الكريم بعيداً عن التفرقة والتهميش. وشدد على أن تهميش المكونات من الإيزيديين والزرادشتيين أمر غير مقبول ويجب العمل على تحقيق شراكة فعلية لجميع الفئات.
وأضاف قس نصر الله: "الأفعال الفردية التي تستهدف المكونات الدينية تترك أثراً سلبياً على المسيحيين والإيزيديين والزرادشتيين، لكنها لن تكسر إرادة التعايش المشترك". وأوضح أن المسيحيين لا يحتاجون إلى تطمينات من منطلق كونهم أقلية، بل يحتاجون إلى إجراءات ملموسة تضمن حقوقهم وتحقق مشاركتهم الفاعلة في صنع القرار الوطني.
وأكد في ختام حديثه أن "الشعب السوري، بمسلميه ومسيحييه، سيبقى موحداً في وجه الإرهاب الذي يسعى إلى زعزعة استقرار البلاد وإشعال نار الفتنة بين مكوناته". ودعا إلى تعزيز الحوار بين المكونات المختلفة لتعزيز التماسك الوطني ومواجهة كل محاولات زرع الفرقة.