لقد اثبتت التغطية الإعلامية للأحداث فى سوريا الشقيقة افتقاد إعلامنا الى الرؤية الاستراتيجية٠
تناسي إعلامنا ان سوريا دولة عربية ، وأنها حليف استراتيجى لإيران , وأن سوريا فى مرحلة يمكن أن تعود للصف العربى , وان منطقة الشرق الأوسط تتشكل من جديد ، وان تحالفات جديد سوف تظهر للنور ٠ للاسف تجاهل إعلامنا كل ذلك ، ونظر للأزمة من حيث الانتماء الايدولوجى للزعيم السورى احمد الشرع ، وان مرجعيته إسلامية وتجاهل أن الدول تشكل رؤيتها للأحداث وفق مصالحها الوطنية وليس وفق فكر وايدولوجية الآخر ٠
إعلامنا يرى ان بشار الأسد كان محافظا على الدولة السورية والحقيقة أن بشار ليس مبارك أو القذافى أو صدام فهؤلاء رغم الأخطاء التى اقترفوها إلا أنهم كانوا قادة وطنيون يعملون لصالح بلادهم وشعوبهم أما بشار الأسد فكان طائفى يتبع لدولة الملالى , ولو على مصلحة شعبه وأمته ٠ نكل بالشعب السورى وشرد أكثر من اثنى عشر مليون مواطن سورى خارج بلادهم ، وقتل نصف مليون سوري وأطلق يد دول استعمارية داخل سوريه ولولا حلفاءه الروس والايرانيون وحزب الله لسقط منذ سنوات ٠
لقد سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى فتح الحوار مع القيادة السورية الجديدة وكذا الشريك الاوربى فرنسا وألمانيا ومن الدول العربية بدأت المملكة العربية السعودية تدرك أهمية الدولة السورية , وأنها لن تكرر أخطاء الماضى وتترك سوريا لتحالفاتها القديمة وهى تسعى لشراكة مع النظام السورى الجديد عن طريق تحالف تركى سعودى سورى جديد
وبدأت الاردن تدرك كم الأخطاء التى وقعت فيه فبدأ مبعوث الخارجية الاردنية يتوجه لسورية لعقد مباحثات وفتح حوار مع القادة السوريين الجدد٠
ما يثير القلق هو الدور التركى المتعاظم فى المنطقة سواء فى الملف السورى أو القطرى أو الليبى أو حتى الاتفاق الخير والصلح بين الصومال وإثيوبيا وهذا ما كان يجب الاهتمام به ماذا تريد تركيا من المنطقة وخصوصا أن تركيا دولة كبيرة وهى أحد أعضاء حلف الناتو بل إن الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب اثنى على ذكاء الرئيس التركى رجب الطيب أردوغان وقال أنه المخطط لعملية الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد بدون إراقة نقطة دماء واحدة
على إعلامنا ان يدرك أن أى تحالفات أو ترتيبات فى المنطقة لابد أن تشارك فيها مصر والا سنكون خارج المعادلة وستتعرض مصالحنا للخطر وان يترفع إعلامنا على نظرته الضيقة للأمور وان ينظر للمستقبل فأذا كنا لن نستطيع أن نوقف المد التركى فى المنطقة فلنتحالف معه وان نكون جزء من الترتيبات والتحالفات التى تتشكل فى الشرق الأوسط حتى لا تتعارض هذه التحالفات مع حقوقنا ومصالحنا الوطنية ارجو أن يدرك البعض مآلات مواقفهم من الأزمة السورية ويعيدون التفكير وفق مصلحة وطنية جامعة
بقلم على محمد جمال