إنّ يوم القيامة هو اليوم الذي تحدث فيه أحداث عظيمة، حيث تنقلب فيه الأرض وتُدك فيه الجبال، وتفقد السماء لونها. ويكون هناك جحيم لا يمكن تصوره، لكن هناك لحظات من هذا اليوم المهيب يمكن أن يشعر بها العالم، في مختلف بقاع الأرض، ومشاهدات توحي بأنه حقاً ستكون لحظات صعبة للغاية وخاصتاً على الظالمين، لحظات من التوتر والتفكير في مصيرها.
إنها لحظة التفكير في إختبار قدرات الجيش المصري وخلفه
الشعب المصري العظيم، الذي يمتاز بعراقة تاريخه، ووحدة شعبه، وقوة جيشه الذي لا يُقهر. إنه حقاً لا يمكن أن يُفكر أي كيان عاقل في زعزعة هذا الوطن أو النَّيل من قوته؛ فهو شعب مترابط من نهره إلى صحرائه، وشعب يمتلك جيشاً عزيزاً قادراً على الدفاع عن هذه الأرض الطيبة. قادراً على تحويل المشهد ليوم قيامة حقيقي وجحيم لم ولن يتوقعه بشر، لقد ميزنا الله عز وجل أن نكون نحن خير أجناد الأرض، نحن أهل القوة والسلام، نحن الجيوش داخل هذا الجيش العظيم، نحن القوة التي لم يراها ولا يتوقع مداها إلا من منحنا إياها، إنه الله السلام، القوي، الجبار، المنتقم، القهار، الذي أنعم علينا وأوحى فينا من صفاته، كما أوحى لــ موسى وعيسى والنبيين من صفاته.
لا يوجد حتى الآن أي عمل درامي في العالم جسَّد مشاهد من يوم القيامة، لكنَّ ستُرى حقاً عند الإقتراب من مصر التي ذكرها الله صريحة بإسمها في القرآن والإنجيل والتوراة، وميزها صراحتاً عن سائر بلاد العالمين.
لحظة الإقتراب والتفكير في النَّيل من مصر"
عندما يتصور أحدهم أو يحاول التفكير في النَّيل من مصر أو الإقتراب منها، فإنه لا يدرك أن هذا الشعب العظيم قد عاش وتحدى العديد من المِحن والتحديات عبر التاريخ. من الحروب العديدة التي خاضها ضد المحتلين والغازين، إلى التضحيات التي قدمها أبناؤه من أجل حماية أرضه وإستقلاله. لحظة التفكير في محاولة النَّيل من مصر هي لحظة يُعيد فيها التاريخ نفسه، ويثبت أن هذا الشعب لا يرضى بالهزيمة أو الخضوع، مهما كانت الظروف.
الشعب المصري ليس مجرد شعب يعيش على أرضه، بل هو شعب مترابط متماسك، إنه جيش داخل جيش وخلف جيشٌ عظيم لا يمكن لأي عدو مهما بلغت قوته أن يفرق بين أفراده أو يزعزع وحدته. في تلك اللحظات الحاسمة، يظهر المصريون ككتلة واحدة، يتضافرون بكل طاقاتهم من أجل الحفاظ على وطنهم.
قوة الجيش المصري"
إذا كان الحديث عن قوة الشعب المصري ووحدته يثير الفخر، فإن الحديث عن الجيش المصري يعزز هذا الفخر بشكل أكبر. فالجيش المصري ليس فقط جيشاً محترفاً مدرباً فحسب، بل هو أيضاً جيش عريق يمتلك تاريخاً طويلاً من البطولات والتضحيات. مهما تطورت الأسلحة والمعدات الحربية في العالم، فإن الجيش المصري يظل قوياً وواقعياً في مواجهة كل التحديات، بإرادته الإلهية التى لا يملكها غيره. لا شيء في العالم يمكنه هزيمة الجيش المصري؛ فلا سلاح في الكون قادر على كسر إرادة هذا الجيش الذي تربي على عزيمة لا تلين. قوته لا تكمن في الأسلحة فقط، بل في القيم التي يحملونها، في شرفهم، وفي إيمانهم الراسخ بأنهم الحصن الحامي لهذا الوطن العظيم . هؤلاء الرجال الذين يدافعون عن أرضهم، هم رمز للقوة والصلابة التي تحمي ولا تغتصب، وشعبهم يقف خلفهم بكل دعم .
الشعب المصري هو جيش خلف جيشه“
الشعب المصري ليس فقط يداً أو قلباً، بل هو عمود وركيزة يساند جيشه في كل لحظة. في اللحظات العصيبة، في لحظات الحاجة، وفي أوقات الحرب، يثبت الشعب المصري أنه جيش خلف جيشه، لا يتخلى عنه، بل يصبح جزءاً منه. المصريون لا يعطون ظهرهم لأرضهم مهما كانت الظروف ، بل هم حاضرون دائماً لتقديم العون والمساعدة، مستعدون للتضحية بكل ما يملكون من أجل صون كرامة وطنهم. الجيش المصري هو الأداة التي يترجم بها الشعب المصري قوته وإصراره على الحفاظ على هذا الوطن، والشعب المصري هو الشريان الذي يمد الجيش بالقوة الدافعة.
وختاماً" إن اللحظات الأولى ليوم القيامة بالنسبة لمصر هي لحظات تحمل في طياتها القيم الأصيلة التي تميز هذا الشعب العظيم، وهي لحظات تكشف عن وحدة الشعب المصري، وقوة جيشه الذي لا يُقهر. مهما تآمر الأعداء، مهما حاول البعض التأثير على مصر أو تقسيم شعبها، ستظل مصر قوية بشعبها وجيشها. في النهاية، سيظل المصريون صامدون، جيشاً وشعباً، لحماية وطنهم الذي لن يستطيع أحد أن ينال منه أو يزعزع وحدته.