مازالت ولا تزال غزة فى القلب، لها مكان ثابت لن يبرحه أحد، لها شعور خاص لن يشاركها فيه أحد، منذ فترة قريبة اختلفت الأمة وتباينت ردود أفعالها حول مقتل قائد حزب الله حسن نصر الله، الكثير طلب له الرحمة واعتبره مقاوم، بينما الأكثر مما داء الأمّرين من وجوده في لبنان وسوريا تشفي فيه واعتبره متآمر،
ايران نفسها كانت محِل خلاف، مرت الأيام وجاءت قيادة جديدة للحزب وأيضاً إيران بعد تغير قيادتها منذ شهور والأمر بدأ يتغير فى الهلال الشيعي الذي كان له دور كبير في كثير من دول المنطقة، لكن أمر الله كان مفعولا !! نعم يبدو أن العلي القدير إذا أراد شىء هيئ له أسبابه،
منذ أيام فوجئنا جميعاً بتطور الأوضاع في الشمال السوري، وبعدها بيوم تصاعدت وتيرة الأحداث لتقع حلب في أيدي المعارضة !!
ثم بدأ التقدم في كافة أنحاء المحور السوري وبات نظام الأسد في خطر!!
للأمانة، الكثير أعتقد أن ما حدث ٢٠١٥ سيتكرر مرة أخرى حيث أن بشار كان وقع فعليا وفقد كل مطارته وسلاحه الجوي وأصبح إعلان سقوطه مسألة وقت حتي تم احتلال سوريا من قبل روسيا التي دخلت كافة المواقع العسكرية وبدأت بغارتها الجوية تُغير دفة المعركة مرة أخري، مع دخول مقاتلو حزب الله والحرس الثورى الإيراني من جهة أخري أصبح الشعب السوري يعاني الأمرين ويعود للمربع صفر؛
لكن هذه المرة الوضع اختلف فبعد أن سقطت حلب وبدأت المدن السورية تسقط الواحدة تلو الأخرى دون حماية للنظام من روسيا والهلال الشيعي، اندهش الكثير، أين ايران، حزب الله، روسيا ؟
الوضع اختلف تماما فعندما يريد الله أن يقلب الأمور رأساً علي عقب فلن يبقي الرأس مكانه ولا حتي العقب، أخذ يبحث النظام عن النجدة فلم يجد ايران وحزب الله المتخمين بالمواجهة مع إسرائيل، أين روسيا ؟ هي الأن مشغولة في حربها ومشاكلها مع أوكرانيا !! تغيرت الأوضاع العالمية من أجل شعب ظُلم على مدار خمسين عاماً القدير الخبير الذي يعلم ما كان وما سيكون، أراد تغيير الوضع في سوريا فاعد له أسبابه منذ سنوات، حزن الكثير علي حسن نصرالله ولم يعلموا أن في ذلك خيرا، ذلك الرجل الملطخة يداه بدماء السوريين واللبنانيين، ذلك الرجل الذي بهلاكه تم إضعاف الحزب ورخو عزيمته، هيىء الله الأمور في سنوات فكان فتح الشام في أيام، فتحت البلاد وتحرر العباد، خرج مساجين قضوا أكثر من أربعين عاماً في السجون السورية بلا تهمة، خرج رجال لا يعلمون شىء عن الحياة واندهشوا أين حافظ الأسد ؟!
خرج شباب ليتقابلوا مع آباءهم بعد ١٥ عاماً !!
بالتأكيد سيحدث فراغ فى دمشق وسيكون هناك جو من اللخبطة السياسية، سيحدث مؤامرات من ( إسرائيل - الغرب - ق س د - اذناب نظام الأسد ومخابراته القوية )، هذا طبيعي بعد أي ثورة، لكن لن تعود سوريا للوراء مهما حدث من فوضي،
-لن تكون مثل رجل مُسن يغتصب أمام أولاده،
ـ مهما تغيرت معالم دمشق فلن تكون اسوء من هجرة أكثر من ربع الشعب خارج دياره،
-مهما حدث في سوريا فلن يكون اسوء من سجن تدمر أو صيدنايا أو مجزرة حماة،
ليفرح الشعب السوري وليسعد قبله كل الشعب العربي وأيضاً أهلنا في غزة فقد كانوا سبب غير مباشر في تحرير دمشق،
ثقوا بالله الواحد الأحد ولكن فمن نصر سوريا وغير موازين الحكم من أسرة حكمت الشام الحبيبة طيلة خمسين عاماً بالحديد والنار في ليزول هذا الحكم في أقل من عشرة أيام قادر على نصر غزة الحبيبة والثأر لكل شهائدها،
ليفرح أهلنا في سوريا وليتعلموا الدرس من باقي الدول حيث يكون فرح محاط بالحذر والحرص، ليسعوا في تكوين حكومة جديدة وليحميهم الله من شر أنفسهم أولا ومن طمع الغرب والمتربصين ثانياً، وكما قال المصطفي صلى الله عليه وسلم
طوبي للشام
طوبي للشام
د/ محمد كامل الباز