كتب د/ محمد كامل الباز: رسالة من أبناء العم سام إلى (جروب الماميز)

الاربعاء 04/12/2024
الحياة اليومية في بلادنا شبه متكررة على مر الأوقات، قديمًا تربّى آباءنا على ضرورة الإجتهاد في المذاكرة وأن التعليم هو سلاحك في الحياة ولا أعلم من أدخل علينا تلك المقولة وكأننا نعيش في حرب وليس في عالم عادي.
نشأ السابقون على أن الثانوية العامة هي عنق الزجاجة وتحديد المصير. 

وبالطبع تربّيْنا على ما تربّى عليه الآباء والأجداد، وأصبح التعليم هو قضيتنا الأولى، أن يخرج ابنك طبيب أو مهندس تشعر كأنك ملكت الدنيا وما فيها، بل أصبحت الأمهات في (جروب الماميز) تخطط لهذا الأمر منذ البداية، امتحان الشهر، التطبيقات، المراجعات، بل ومن الممكن أن تقدم الغالي والنفيس وتغضب من أجل ذلك.

أصبح الوالدان حريصين على محاولة خلق مستقبل مادي للأولاد، حتى لو عن طريق غير الشهادة كالبرمجة، التصوير، الكمبيوتر، ...
حوصرت الأسر في بلادنا داخل تلك البوتقة، يخرج الولد لا يعرف شىء عن قضايا أمته، بل أحيانًا لا يعرف مواقع الدول الشقيقة!!
أين المغرب، وما هي حدود العالم العربي، وما هي قضية فلسطين؟
لا يعلم!!
ماذا فعل الإستعمار في الوطن العربي؟ 
لا يهمه!!
من هم زعماء العالم العربي وماذا فعلوا للأمة؟ 
أمر لا يعنينا!!
خرج الأولاد من تربية تقليدية كل همهم جمع المال وبناء مستقبل مادي مستقر كي يتزوج ويكوّن أسرة أخرى وجيل جديد على نفس المنهج وهلم جرا.

شاهدت في إحدى المواقع موضوعًا عن هوايات الأطفال في العالم وماذا يتعلمون في مختلف الدول، أخذت أشاهد الأطفال في كافة أنحاء العالم حتى حدثت المفاجأة الكبرى، 
أطفال يقفون جنب آباءهم الذين كانوا يعلمونهم، جمع المال؟ لا 
الحرص على عدم ضياع درجة في التعليم؟ لا والله
تعلم كورة القدم والفن؟  للأسف لا أيضًا
بل كانوا يتعلمون حمل السلاح!!
يقف الأب مع ابنه يعوّده على إطلاق النار وكيفية القضاء على الأعداء، يعلمه كيف يصيب الهدف وماهي أنواع الأسلحة!!
يعلمه الإقدام على استخدام البارود دون تردد أو خوف!!
المفاجأة الأكبر أن هؤلاء الأطفال وذلك التعليم في إسرائيل!! 
نعم، داخل أكثر الدول تربص بنا وبالأمة كلها.
أصابتني الدهشة!! في هذا العمر؟!
عندنا في هذا العمر ينادى على الأولاد بأسماء (الدلع) ولا يكون لهم وظيفة غير اللعب والأكل!!
عندنا في هذا العمر يقضي الأطفال جلّ أوقاتهم أمام البلاي ستيشن والتيك توك!!
هل هؤلاء ليسوا أطفال؟ 
بلى هم أطفال مثل أطفالنا 
 لكن آباءهم علموا أن هناك أشياء أهم من اللعب والكرتون والتدليل وهي قضية أمتهم.
هناك أمهات لم تكرس كل حياتها من أجل متابعة منهج (الكي جي) ومحاولة زرع حب الدنيا في صغارها، هناك نساء لم تشغل بالها بما حدث في (جروب الماميز)، وهل خسر ابنها درجة في امتحان التقييم أم لا؟
هناك من كان عندها هدف في أولادها أهم من الوظيفة والزواج وكسب المال، هناك من أخذت عهد على نفسها أن يخرج ابنها مفيد لوطنه ولقضايا أمته.
في الوقت الذي نشاهد عندنا الرجال داخل قنوات اللعب والرقص وإتيكيت الأكل، نجد عند أبناء العم سام أطفال يتدرّبون على حمل السلاح ويوجّهون رسالة قاسية للعرب أن القادم لن يكون سهلًا.
بالفعل لن تكون أيامًا سهلة، فشتّان بين من تربّى على الجدّ والتعب وحب الوطن والدفاع عن الأرض، ومن عاش لنفسه وتربّى على حبّ الذات وأن المستقبل والمال أهم من الكرامة والعرض.
د/ محمد كامل الباز



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

اختر الحدث الأبرز عام 2024!