في عالم مضطرب، حيث تبدو الكوارث والإضطرابات بمثابة نسيج متداخل، تُثار أسئلة عميقة حول الأسباب التي أدت إلى هذا الواقع القاسي. هذه المساحة محاولة للتساؤل وتقديم إجابات عن الأسباب التي تقف وراء الحروب، والعداءات، والإنقسامات التي أودت بحياة الملايين الأبرياء وأثرت على حياة شعوب بأكملها.
لماذا الغرب دائماً يكره العرب؟
هناك دوافع تاريخية وإستراتيجية وراء العداء الغربي تجاه العرب، فقد لعبت المصالح الإقتصادية والجغرافية والسياسية دوراً كبيراً في تشكيل هذه العلاقة. ومع إكتشاف الثروات النفطية، أصبحت المنطقة العربية هدفاً للتدخلات الأجنبية، حيث يسعى الغرب إلى ضمان السيطرة على هذه الموارد المهمة. كما أن الرواسب التاريخية، خاصة الصراعات الدينية والتصادم الثقافي، أدت إلى تغذية هذه النظرة السلبية في بعض الأحيان.
لماذا العرب متفرقون وسمحوا بالهيمنة الغربية؟
إن تفكك العالم العربي وإستسلامه للهيمنة الغربية لم يأتي من فراغ؛ بل كان نِتاجاً لعوامل داخلية وخارجية. داخلياً، أدت الإنقسامات الطائفية والسياسية إلى زعزعة الإستقرار الداخلي. كما ساهم ضعف القيادات في بعض الدول، وإنشغالها بالسلطة على حساب المصلحة العامة، في تمكين القوى الخارجية من التدخل والسيطرة. ويضاف إلى ذلك إنعدام الثقة المتبادل بين الدول العربية، ما جعلها عاجزة عن بناء تحالف قوي يعزز وحدتها أمام التحديات الخارجية.
لماذا الحروب والقتل بدلاً من السلام؟
منذ الأزل، كانت القوة والإستحواذ على الموارد دافعين رئيسيين للحروب. في عالمنا الحديث، قد تكون المصالح الإقتصادية أو الأيديولوجية هي المحرك الرئيسي. فالسيطرة على الطاقة والممرات الإستراتيجية تجعل بعض الدول مستعدة لدفع ثمن باهظ من الأرواح والتدمير لتحقيق مصالحها. كما أن صراع الأيديولوجيات، مثل التناحر بين الديمقراطية والشمولية، يمكن أن يُغذي تلك الصراعات ويدفع الدول إلى مواجهة بعضها البعض.
لماذا الشعوب تسمح بالفرقة والإنقسام بينها؟
يعود السبب إلى عدة عوامل، منها الخلافات السياسية، والطائفية، وإلاقتصادية، والتدخلات الخارجية التي تستغل نقاط الضعف هذه لتعميق الخلافات بين الشعوب. نرى أمثلة من ذلك في السودان، حيث أدت النزاعات الداخلية والصراعات على السلطة إلى تقسيم البلاد. وكذلك الحال في الصين وكوريا، حيث أدت الأيديولوجيات المتصارعة إلى إنقسام شعب كان في الأصل واحداً وموحداً. كما أن إرث الإنقسام بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي أسهم في نشوء دويلات جديدة بأيديولوجيات متناقضة.
رأي وتحليل"
إننا نعيش في زمن تُسيطر فيه المصالح الشخصية على القيم الإنسانية. وأصبح الصراع على الموارد والنفوذ، الذي كان في السابق محصوراً بين الحكومات، يمتد ليصل إلى مستوى الشعوب والمجتمعات. وفي ظل العولمة المتزايدة، تصبح الإنقسامات عميقة، حيث يتم تسليط الضوء على الإختلافات وتجاهل المشتركات.
إن بقاء الشعوب العربية متفرقة يزيد من الضعف ويجعل المنطقة عرضة للإستغلال الخارجي. لكن يبقى الأمل في وعي الشعوب وإدراكها بأن الوحدة ليست خياراً، بل ضرورة لضمان مستقبل أفضل، بعيداً عن الحروب والهيمنة.
ختاماً" تبقى الأسئلة: "لماذا تسمح الشعوب بهذا الواقع؟ ولماذا لا يتحدون ضد الظلم؟" لعل الإجابة تكمن في غياب الوعي الكافي وضعف الإرادة والإدارة في مواجهة قوى الهيمنة. إن تحقيق السلام الداخلي والخارجي يتطلب من الجميع العمل معاً، بروح من المحبة والتسامح، ليكونوا قوة موحدة قادرة على تحدي كل الأزمات المفروضة من الداخل والخارج.
حفظ الله سائر الشعوب من مخططات شياطين الإنس، أبناء وأحفاد إبليس عليه وعلى أتباعه من الله ما يستحقون.