منذ تأسيس الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر على يد ثيودور هرتزل، كان الهدف الأساسي لها إنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين، بغض النظر عن الواقع الديموغرافي والجغرافي القائم في المنطقة. ومع مرور الوقت، تبنت الصهيونية سياسة استعمارية تعتمد على القوة والدعم الدولي لتحقيق أهدافها التوسعية في الشرق الأوسط، والتي لم تقتصر على إنشاء دولة إسرائيل فقط، بل امتدت إلى محاولات السيطرة على الموارد والمناطق المحيطة.
تاريخ التأسيس والأيديولوجيا
تأسست الحركة الصهيونية في عام 1897 في مؤتمر بازل، حيث وضع هرتزل حجر الأساس لما وصفه بإنشاء "بيت قومي لليهود" في فلسطين، مع العلم أن هذه الأرض كانت مأهولة بشعوب أخرى منذ آلاف السنين. تركزت الفكرة الأساسية للصهيونية على فكرة القومية اليهودية التي تجسدت في مشروع إقامة دولة قومية تعتمد على الهجرة اليهودية من أنحاء العالم إلى فلسطين.
بدعم القوى العظمى
حصلت الحركة الصهيونية على دعم كبير من القوى العظمى في القرن العشرين، بدءًا من وعد بلفور في 1917، الذي أعطى اليهود تعهداً بريطانيًا بدعم إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، وصولاً إلى الدعم الأمريكي والأوروبي المستمر لإسرائيل بعد إعلانها كدولة في 1948. هذا الدعم شكل جزءًا لا يتجزأ من التوسع الإسرائيلي المستمر على حساب الشعب الفلسطيني والأراضي المجاورة،
مخططات التوسع
لم يكن حلم الصهاينة مقتصرًا على إنشاء دولة إسرائيل ضمن حدود فلسطين التاريخية فقط. تشير الوثائق والمخططات التاريخية إلى أن الحركة الصهيونية وضعت نصب أعينها السيطرة على مناطق أوسع في الشرق الأوسط. بعض المتطرفين الصهاينة لطالما حلموا بإنشاء "إسرائيل الكبرى"، التي تشمل أراضٍ من مصر وسوريا والأردن ولبنان. وقد دعمت هذه المخططات سياسات التوسع العسكري الإسرائيلي المتكرر في المنطقة، كما شهدنا في احتلال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب 1967، وكذلك احتلال هضبة الجولان السورية.
السيطرة على الموارد
إضافة إلى التوسع الجغرافي، كانت إسرائيل تسعى دومًا إلى تأمين موارد المنطقة لصالحها، سواء كانت الموارد المائية أو الطبيعية. على سبيل المثال، يمثل نهر الأردن وموارد المياه الأخرى هدفًا استراتيجيًا في سياسات إسرائيل المائية، حيث تسعى لضمان السيطرة على أكبر قدر ممكن من هذه الموارد الحيوية.
على مدى أكثر من قرن، لم تتوقف الحركة الصهيونية عن تنفيذ مخططاتها التوسعية في فلسطين والمنطقة بشكل عام. بدعم القوى الغربية وسياسات القوة العسكرية، تمكنت إسرائيل من الاستمرار في توسيع رقعة سيطرتها، متجاهلة الحقوق التاريخية للفلسطينيين. وما زالت المخططات الصهيونية تشكل تهديدًا للاستقرار في الشرق الأوسط، حيث تستمر في توسيع مستوطناتها وسياساتها القمعية ضد الفلسطينيين....