كتب:خالد عبدالحميد مصطفى/ حسن ومرقص: رسالة وحدة الشعب المصري"

الخميس 10/10/2024
يُعتبر فيلم "حسن ومرقص" من أبرز الأفلام السينمائية المصرية التي تناولت قضايا الوحدة الوطنية في مصر، حيث يجسد بشكل فني ودرامي العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين. الفيلم، الذي تم إنتاجه عام 2008 من بطولة النجمين عادل إمام وعمر الشريف، قدّم رسالة عميقة تدعو إلى التآخي والتعايش بين مكونات المجتمع المصري، مؤكداً أن نسيج مصر الإجتماعي متماسك بفضل تاريخ طويل من التعاون والتفاهم بين المسلمين والمسيحيين، وأن أي محاولات خارجية أو داخلية للعبث بهذه الوحدة محكوم عليها بالفشل.

قصة الفيلم ورسالة التسامح"

تدور أحداث فيلم "حسن ومرقص" حول شخصيتين رئيسيتين: حسن، المسلم، الذي يلعب دوره عادل إمام، ومرقص، المسيحي، الذي يجسد دوره عمر الشريف. يضطر الإثنان إلى تغيير هويتهما الدينية بعد تعرضهما لخطر متزايد من قبل جماعات متطرفة تستهدف كلاً منهما بسبب ديانتهما. يجد حسن نفسه يتقمص دور قس مسيحي، فيما يتحول مرقص إلى شيخ مسلم، في محاولة للهرب من الخطر المحدق بهما.

ما يميز الفيلم هو السرد المتقن لمواقف الحياة اليومية التي تكشف عن مدى التشابه بين الشخصيتين رغم إختلاف ديانتهما. فحسن ومرقص يمثلان، بطرق عدة، شخصيات من الشعب المصري العادي الذي يعاني من مشكلات الحياة اليومية، ولكن يتحداهما التمييز الديني الذي تحاول القوى المتطرفة زرعه في قلوب الناس. ومع تطور الأحداث، تتعمق العلاقة بين حسن ومرقص، مما يعكس رسالة قوية عن التسامح الديني والتعايش المشترك.

وحدة الشعب المصري"

من خلال قصة حسن ومرقص، يسلط الفيلم الضوء على التماسك الإجتماعي الذي يميز المصريين بمختلف أديانهم. مصر، منذ آلاف السنين، كانت وما زالت نموذجاً  فريداً للوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. ورغم الفترات الصعبة التي مرت بها البلاد من تحديات داخلية ومخططات خارجية تهدف إلى تقسيم المجتمع وزرع الفتنة، إلا أن الشعب المصري دائماً ما كان يقف صفاً واحداً في مواجهة تلك التحديات.

هذا التماسك لا ينبع فقط من التقاليد المشتركة والعلاقات الأسرية التي تربط المصريين من مختلف الأديان، بل يمتد أيضاً إلى القيم والمبادئ الراسخة التي تقوم على الإحترام المتبادل والإعتراف بوجود الآخر. الإسلام والمسيحية في مصر ليسا مجرد ديانتين مختلفتين، بل هما جناحا الأمة المصرية التي لا يمكن أن تنهض إلا بوجودهما معاً.

كيان مصر القوي بالإسلام والمسيحية"

يأتي فيلم "حسن ومرقص" كتجسيد واقعي لهذه الحقيقة؛ أن كيان مصر لن يقوم ولن ينهض إلا بوجود الإسلام والمسيحية معاً. لقد شكلت مصر عبر تاريخها الحضاري نموذجاً فريداً  للعيش المشترك بين مختلف الأديان والثقافات. فالمسيحيون والمسلمون في مصر ليسوا فقط جيراناً وأصدقاء، بل هم شركاء في بناء الوطن وتحقيق النهضة.

وفي هذا السياق، يُبرز الفيلم رسالة ضمنية تؤكد أن أعداء مصر ومخططاتهم الفاشلة لن تستطيع النيل من هذا الكيان المتماسك. المخططات الخارجية التي تهدف إلى تقسيم مصر على أسس دينية أو طائفية لطالما باءت بالفشل، لأن الشعب المصري يعي جيداً أن قوته تكمن في تنوعه وفي وحدته.

ختاماً" إن فيلم "حسن ومرقص" ليس مجرد عمل سينمائي ترفيهي، بل هو رسالة قوية ومؤثرة تذكرنا جميعاً بأهمية التعايش والتسامح بين جميع أفراد الشعب المصري. إن قوة مصر ومستقبلها يعتمدان على هذا التماسك والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. فكما كانت مصر قوية على مر العصور بفضل هذه الوحدة، فإنها ستظل دائماً عصية على كل المخططات التي تحاول زعزعة إستقرارها.



إغلاق
تعليقات الزوار إن التعليقات الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي وفكر إدارة الموقع، بل يتحمل كاتب التعليق مسؤوليتها كاملاً
أضف تعليقك
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
عنوان التعليق  *
نص التعليق  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
رد على تعليق
الاسم  *
البريد الالكتروني
حقل البريد الالكتروني اختياري، وسيتم عرضه تحت التعليق إذا أضفته
نص الرد  *
يرجى كتابة النص الموجود في الصورة، مع مراعاة الأحرف الكبيرة والصغيرة رموز التحقق
 
اسـتفتــاء الأرشيف

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟