حينما ألّف غسان كنفاني رواية (عائد إلى حيفا ) لم يكن شيعيّاً أو سنيّاً ، فتحاويّاً أو حمساويّاً ، و إنّما كان عائداً إلى ذكريات الزمن الحائر ما بين خرائط الماضي و الحاضر و المستقبل حيث تتلاشى الأحلام بقدر ما تزيد نزعات انتزاعها من بين براثن العدوان الغاشم !.......
غسان كنفاني الذي قالت عنه إسرائيل (غولدا مائير ) بأنّه أخطر على الصهيونيّة من ألف فدائيّ مسلّح لأنّه هو بحدّ ذاته لواء فكريّ مسلّح .......
و عندما سمع سعيد كلام ابنه خلدون (دوف) الذي بقي رضيعاً في حيفا و تربّى على المبادئ الصهيونيّة بأنّ العودة غير المجدية تعني اللاعودة وافقه الرأي و قال (التسوية تحتاج إلى حرب) فمتى
يقتنع كلّ نعلٍ حاكم أو أيّ فصيلٍ تابعٍ لمعاني و تطبيقات و تكنولوجيا الحكومات في الشرق و الغرب بأنّ التسوية تحتاج إلى حروبٍ كبرى لا إلى إذعان و مهادنات و خطوط تماس و خطوط بارليف و خطوط 1701 ..... و ..... و..... ، و لن يتحقّق ذلك ما دمنا لا نبني أركان دولنا و مجتمعاتنا و إعلامنا الهشّ كما انتماءاتنا شديدة الهشاشة !.......
يكثر الهرج و المرج حول موجة اللاسلكي التي اجتاحت حزب الله في لبنان ، و هذا دليل جديد على أنّنا يجب أن نقود تكنولوجيا الانتصار بدلاً من أن نقوم باستيراد تكنولوجيا الاختراقات الكبرى التي تعيق تطلعاتنا و قراراتنا كمحور أمسك ناصية نفسه فلاحقته بقية النواصي الاستعمارية الأمبريالية .......
في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية سنؤلف رواية (عائد إلى سورية) بعد أن يمسك عبّاس بن فرناس ناصية الذيول و ينقذ رأس سورية شعبها العظيم الصامد من المجهول !.......
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة
الخميس 2024/09/19
الساعة 11.50